هل تعاون زعيم تنظيم الدولة الحالي مع الأمريكيين؟ تقول صحيفة “ديلي تلغراف” إن سعيد عبد الرحمن المولى قدم معلومات عن عدد من الجهاديين إلى السلطات الأمريكية عندما كان سجينا عام 2008.
واستندت الصحيفة إلى عدد من الوثائق التي كشف عنها يوم الخميس وتكشف أن المولى قدم معلومات بعد اعتقاله عن عدد من الجهاديين وبنية تنظيم القاعدة في الموصل. وقدم أسماء 68 مقاتلا في القاعدة منها 19 اسما حددها من خلال الصور. ونشر مركز مواجهة الإرهاب ثلاثة تقارير عن التحقيق التكتيكي وزعمت أن المولى الذي كان قاضيا في القاعدة حين اعتقاله قد حدد عددا من الأشخاص المتهمين باغتيالات واختطاف وتصنيع متفجرات لقتل أعضاء التحالف الأمريكي في العراق.
وكان من بين الجهاديين الذين حددهم مغربي اسمه أبو جاسم أبو قسورة وكان يعتقد أنه الرجل الثاني للقاعدة في العراق وقتل بعدما قدم المولى اسمه وحدده بأنه عضو في التنظيم الإرهابي. وفي التقارير التي أصدرها المركز التابع لأكاديمية ويست بوينت اعترف المولى بمعرفته بعمليات الإعدام والاغتيالات التي نفذها التنظيم الذي كان يطلق على نفسه الدولة الإسلامية في العراق.
وتكشف الوثائق التي تم تظليل الكثير من مقاطعها عن بنية تنظيم القاعدة في العراق وبناء على المعلومات التي قدمها المولى. وتقول التقارير إن المولى قدم معلومات “عن كل الأمراء ومناصبهم الرئيسية”. وأشرف على الوحدة الإعلامية حيث وافق على كل المواد وتأكد أنها متناسبة مع الشريعة. وفي تقرير التحقيق التكتيكي “ب” حدد “المحتجز عددا من الصور لأشخاص يعدون أرصدة ثمينة في منطقة الموصل”.
على مدى جلسات التحقيق ذكر المولى 68 شخصا وقدم أوصافا جسدية لهم وأرقام هواتفهم والدور الموكل إليهم في التنظيم، واعتقل بعضهم أو قتل لاحقا
وفي موقع يديره كريغ وايتسايد أستاذ الشؤون الأمنية في كلية الحرب البحرية الأمريكية قال إن المولى “لم يكن لديه الكثير من النزاهة ووشى بكل زملائه”. وقالت المحللة النفسية في شؤون المنظمات جينا ليجون إن الوثائق تظهر “الكثير من اللغة الانتقامية” وأن المولى كان يحمل الحقد بسهولة. وربما “نظر للناس على أنهم مصادر يمكن التخلي عنها وليس إلا براغي في عجلة عظيمة”.
وعلى مدى جلسات التحقيق ذكر المولى 68 شخصا وقدم أوصافا جسدية لهم وأرقام هواتفهم والدور الموكل إليهم في التنظيم، واعتقل بعضهم أو قتل لاحقا. وتقول ليجون: “كانت السبب الرئيسي وراء الإفراج عنه” و”هذا زعيم لا يهتم ويسلم الأشخاص عندما تنتهي فائدتهم”. وتم التحقيق مع المولى في أم قصر، جنوب القرب، وفي كامب بوكا الذي أطلق عليه اسم رونالد بوكا، أول ضابط في إطفائية نيويورك قتل في هجمات 9/11.
وأفرج عنه عام 2009 وأصبح في الفترة الأخيرة قياديا بارزا وزعيما لتنظيم القاعدة بعد مقتل أبو بكر البغدادي في تشرين الأول/أكتوبر. ويعرف المولى باسم أبو إبراهيم الهاشمي القريشي ويعتقد أنه مختف في سوريا ولا يزال هدفا للقوات الأمريكية. وهو في سن 43 عاما وعالم دين، مع أن البعض داخل التنظيم يشكك في مؤهلاته العلمية.
وتكشف الوثائق أنه كتب خطابات البغدادي وعمل إماما في مسجد الفرقان بالموصل. وعمل مجندا في الفترة ما بين 2000 – 2002 في المشاة في الجيش العراقي تحت ظل صدام حسين. وهو متزوج وله ولد.
ويقول هورو إنغرام، الباحث البارز في برنامج التطرف بجامعة جورجتاون، إن الوثائق “ستهز الثقة” بقيادة داعش و”تكشف أنه لا يمكن الثقة به”، ويقول خبراء الأمن إن تنظيم الدولة قوة لم تنته وألهم عددا من الهجمات على الغرب. وقال مصدر للصحيفة إن التنظيم خسر مناطق لكن “رسالة الكراهية حية” و”نظرا للمشاكل التي عانوها في العراق وسوريا فهم يتطلعون للتوسع في مناطق جديدة، خاصة أفريقيا”.
القدس العربي