لوّح وزير إسرائيلي بارز، الأربعاء، بإمكانية شن بلاده هجوما على المنشآت النووية الإيرانية، فيما أوعز رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، إلى الجهات المختصة بالجيش، بوضع خطة جديدة لمواجهة البرنامج النووي الإيراني.
وقال وزير شؤون المستوطنات تساحي هانغبي، لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن “الولايات المتحدة لن تهاجم المنشآت النووية في إيران، ويجب على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستقبل إيران نووية”، مضيفا “سيتعين على إسرائيل التصرف بشكل مستقل لتجنب هذا الخطر”.
وبشأن احتمال شن هجوم إسرائيلي على إيران، قال هانغبي “لقد رأينا بالفعل ردود فعل ضد الإيرانيين. الإيرانيون محدودون للغاية في ردود أفعالهم، وقد لا يكون هناك مفر في المستقبل”.
وحذر مسؤولون إسرائيليون، في الأيام الأخيرة، من عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران التي كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب انسحبت منه عام 2018.
والثلاثاء، قال يوفال شتاينتس، وزير الطاقة الإسرائيلي، في تصريحات لهيئة البث، إن إيران بحاجة إلى عام أو عامين، لامتلاك “السلاح النووي”.
وكانت هيئة البث، قد قالت، الإثنين الماضي، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد ترأس اجتماعا، الأحد، بمشاركة مسؤولين عسكريين وسياسيين “لمناقشة الميزانية المطلوبة لضربة محتملة على إيران، إذا لزم الأمر”.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنّ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت”، سوف يجتمع الأحد المقبل، لبحث “الملف الإيراني” على وقع تقديرات باستئناف الإدارة الأميركية مفاوضاتها مع طهران.
تساحي هانغبي: قد لا يكون هناك مفر من مهاجمة منشآت إيران النووية
وكانت إسرائيل قد عارضت بشدة، الاتفاق الذي توصلت له إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، والدول الكبرى، مع إيران حول برنامجها النووي عام 2015.
وتشعر إسرائيل بالقلق من اهتمام الرئيس الأميركي جو بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وتصر على أن مثل هذه الخطوة ستعزز قدرة إيران على متابعة برنامج الأسلحة النووية، بدلا من إضعافها.
وتعتقد تل أبيب أن الإدارة الجديدة حريصة كذلك على القضاء بأسرع ما يمكن وبفعالية على جميع شواهد إرث ترامب. ووفقا لمسؤولين عسكريين إسرائيليين، فإن مثل هذه الخطوة في ما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة تجاه إيران ستكون كارثية.
وفي وقت سابق أوعز رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، إلى الجهات المختصة بالجيش، بوضع خطة جديدة لمواجهة البرنامج النووي الإيراني.
وقالت صحيفة إسرائيل اليوم “جاءت الخطوة مدفوعة بالتحركات الأخيرة من جانب طهران، التي تشير إلى أنها تخطط لتسريع العمل في برنامجها النووي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوخافي كلّف “الدائرة الاستراتيجية والدائرة الثالثة بالجيش”، المعروفة أكثر باسم “مديرية إيران”، بوضع ثلاثة بدائل، لـ”تقويض جهود إيران النووية أو، إذا لزم الأمر، لمواجهة العدوان الإيراني، والتي سيتم تقديمها قريبًا إلى الحكومة”.
وقالت “يتطلب الجهد إضافة المليارات إلى ميزانية الدفاع”، فيما لم توضح الصحيفة ماهية هذه البدائل.
وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إيران اتخذت مؤخرًا عدة خطوات قد تسمح لها بأن تختصر بشكل كبير الوقت الذي سيستغرقه تطوير سلاح نووي، إذا قرر النظام الاندفاع إليه، رغم إعلانها رغبتها في التفاوض على اتفاق نووي جديد.
وأشارت التقارير إلى أن تحركات إيران الأخيرة، بما في ذلك تكديس اليورانيوم المخصب منخفض الدرجة، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة، وتوسيع العديد من المنشآت النووية، ومتابعة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة، ومؤخراً، الإعلان عن خطط لإنتاج معدن اليورانيوم لوقود المفاعل، يعني أن توجّه إيران نحو الأصول النووية آخذ في الازدياد.
صحيفة العرب