لاحظ السفير الأمريكي الأسبق في العراق وتركيا، جيمس جيفري، في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس أن إدارة الرئيس جو بايدن أصدرت بالفعل إرشادات مؤقتة للأمن القومي بشأن سياستها الخارجية، مشيراً إلى أن أولويات الإدارة في الشرق الأوسط كانت بوضوح دعم كيان الاحتلال الإسرائيلي وشركاء الولايات المتحدة في المنطقة، والدفاع عن نظام الأمن العالمي، والتحرك على نطاق واسع مع إيران ومكافحة الإرهاب.
جيفري: الشرق الأوسط ليس بأهمية أوروبا وآسيا الآن بالنسبة للمصالح الأمريكية
ووفقاً للسفير جيفري، رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز وودرويلسون الدولي للباحثين، فإن سياسة الشرق الأوسط القائمة على هذا التوجيه تعتبر أمراً ملحاً مع التحديات الجديدة في المنطقة، مشيراً إلى أن هناك ضرورة للتركيز على القضايا الاستراتيجية للتهديدات والمصالح والموارد، كخطوة أولى، لتجنب تكرار الأخطاء في هذه المنطقة، التي كانت مقبرة كبيرة للسياسة الخارجية.
وبحسب ما ورد، تبرز هناك عدة تهديدات من المنطقة، بما في ذلك عدم الاستقرار المستشري كمحرك للإرهاب والدول الفاشلة والتدخل الخارجي، مشيراً إلى أن الجهود الغربية لم تنجح في التعامل مع حالة عدم الاستقرار، وقال جيفري إن إيران تهدد المصالح الأمريكية بالسعي إلى الهيمنة في المنطقة والبرنامج النووي وتطوير الصواريخ في حين تسعى روسيا إلى نفوذ عسكري ودبلوماسي في الدول الفاشلة مثل سوريا وليبيا لتقديم نموذج معاد لنظام الأمن العالمي، الذي تغذيه الولايات المتحدة، كما لاحظ جيفري أنه تم احتواء الإرهاب إلى حد كبير باستثناء أفغانستان، بسبب عوامل محددة في الصراع.
بغض النظر عن ما ستفعله إدارة بايدن في الشرق الأوسط، هناك حاجة ملحة لدعوة شركاء أمريكا في الشرق الأوسط لتحسين سلوكهم الداخلي
وأشار جيفري إلى أن الإدارة الأمريكية بحاجة لمعالجة بعض القضايا وتقديم إجابات على الأسئلة الملحة: هل تخدم المصالح الأمريكية مقاربة عدم الاستقرار؟ وهل يجب على الولايات المتحدة تخصيص موارد جادة تجاه المشاكل الأساسية في المنطقة؟ بما في ذلك فلسطين و”إسرائيل”، وهل يجب على الولايات المتحدة أن تتجاهل أو تقاوم روسيا وهي تتحرك في المنطقة؟ وهل يمكن حقاً إستئصال الإرهاب من المنطقة؟
وبالنسبة لبايدن، فإن المصالح الأمريكية يجب أن تخدم الشعب الأمريكي، كما يضيف الكاتب، وهي تشمل الحفاظ على الوظائف وتجنب “الحروب إلى الأبد” ولكن أيضاً تعزيز الأمن والازدهار والحرية، وهذا جهد غير مباشر على المدى الطويل، ولا يمكن ترجمته بسهولة إلى مقاطع صوتية.
وذكر السفير جيفري أن الشرق الأوسط ليس بنفس أهمية آسيا أو أوروبا اليوم، حيث لا يتمتع بنفس المستوى الأعلى من التحالفات العسكرية والاقتصادية ولا التهديدات الوجودية التي تميز تلك المناطق من العالم.
الشرق الأوسط، تاريخياً، كان مقبرة للسياسات الخارجية الأمريكية
وأشار السفير إلى التجارة الآن مع الشرق الأوسط أقل بكثير من المناطق الأخرى، ولكن المصالح التقليدية الأمريكية لا تزال تشمل ضمان صادرات النفط وهزيمة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وسأل جيفري عن مدى أهمية الحفاظ على أمن الشرق الأوسط بالنسبة للمصالح العالمية الحيوية.
وبغض النظر عن أي إجابة، يؤكد جيفري أن هناك حاجة أمريكية لدعوة الشركاء في المنطقة لتحسين سلوكهم الداخلي.
القدس العربي