دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، مساء أمس الاثنين، إلى استغلال الأوضاع الراهنة في إيران لممارسة ضغوط عليها تُفضي إلى التوصل لاتفاق نووي “جديد ومحسّن”.
وأعلن غانتس موقفه هذا في بداية المؤتمر السنوي “قمة الإعلام اليهودي” الذي ينظمه المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية، أمام أكثر من 100 صحفي من وسائل إعلام محلية ودولية.
واعتبر الوزير الإسرائيلي أن إيران تشكل تحديا عالميا وإقليميا وتهديدا لإسرائيل، وقال إنه مثلما يتصرف حلف شمال الأطلسي “الناتو” بشكل منسق حيال الحرب في أوكرانيا، “يجب أن ندفع شركاءنا في المجتمع الدولي للتعامل مع إيران بشكل منسق”، على حد قوله.
وحذر من أن تتجاوز إيران نقطة اللاعودة في مشروعها النووي، وقال إن الوقت حاسم، “فإيران تعاني حاليا من مشاكل داخلية، وصعوبات اقتصادية ورد فعل دولي على إمدادها لروسيا بالسلاح، الآن يجب تعميق التعاون العسكري والاستخباراتي والسياسي”.
وشدد على أنه في حال إخفاق هذه الجهود، فيجب “الجمع بين استخدام القوة واستعراض القوة في مواجهة العدوان الإيراني، يجب أن يركز النشاط الآن على الوقاية قبل فوات الأوان”.
أسلحة نووية
وتتهم تل أبيب وعواصم إقليمية وغربية -في مقدمتها واشنطن- إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية ولا سيما توليد الكهرباء.
والسبت الماضي، كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي عن رفع مستوى تخصيب اليورانيوم في بلاده إلى أكثر من ضعفين.
وفي الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت إيران أنها لن تقبل باستئناف مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 تحت الضغط والتهديد ولن تقدم تنازلات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر کنعاني آنذاك إن المفاوضات لها منطقها الخاص، موضحا أن بلاده التزمت بخطة العمل المشترك الشاملة في الاتفاق النووي، لكن الولايات المتحدة الأميركية انسحبت من الاتفاق عام 2018.
وتابع كنعاني مؤكدا أن إيران لا تزال ملتزمة بعملية التفاوض وتسعى لحسمها، غير أنها لن تتفاوض على أساس الحاجة إلى المفاوضات، وحاجة الغرب إلى التفاوض ليست أقل من حاجة إيران إليه، والاتفاق متاح ويمكن للأطراف المعنية به التوصل إليه في أقصر وقت ممكن، حسب قوله.
إحياء الاتفاق
ومنذ أبريل/نيسان 2021، تُجرى محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن في العاصمة النمساوية فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
وفي مايو/أيار 2018، أعلن الرئيس الأميركي حينها دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015 بين إيران من جهة ومجموعة الدول 5+1، التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا.
وهذا الاتفاق كان يفرض قيودا على برنامج إيران النووي لمنعها من إنتاج أسلحة نووية مقابل رفع عقوبات اقتصادية دولية كانت مفروضة عليها.
الجزيرة