اتفاقية جزائرية-إيطالية لكبح نزيف واردات القمح والبقوليات

اتفاقية جزائرية-إيطالية لكبح نزيف واردات القمح والبقوليات

 

الجزائر – وقعت الجزائر وإيطاليا، السبت، اتفاقا لتنفيذ مشروع ضخم لإنتاج القمح والبقوليات الجافة والبذور جنوب غربي البلاد، بالشراكة مع مجموعة بونيفيكي فيراريزي الإيطالية (خاصة) باستثمار قدره 420 مليون يورو، في إطار مساعي البلد العربي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب الذي يكلف الخزينة العمومية مليارات الدولارات سنويا.

وجرت مراسم التوقيع غربي الجزائر العاصمة، بحضور وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري يوسف شرفة، ووزراء الطاقة والمالية والري، فضلا عن وزير الفلاحة والسيادة الغذائية الايطالي فرانشيسكو لولوبريجيدا.

وأشار الوزير شرفة، في تصريح صحافي على هامش التوقيع، إلى أن المشروع يتمثل في منح 36 ألف هكتار لشركة بونيفيكي فيراريزي الإيطالية بولاية تيميمون (جنوب غرب) لإنتاج القمح الصلب والبقوليات الجافة والبذور، بالشراكة مع الصندوق الوطني للاستثمار (حكومي).

وبلغت الكلفة الاستثمارية للمشروع وفق شرفة، 420 مليون يورو، يتم تنفيذه على مدار 3 أعوام، في حين أن الحرث والبذر سينطلق الخريف المقبل، وجني أول محصول مطلع صائفة 2025.

ويتضمن المشروع بناء قطب صناعي لتحويل المنتجات الزراعية، به مطحنة ومنشأة للتخزين وأخرى لإنتاج العجائن الغذائية ومرافق أخرى.

وسينتج المشروع 170 ألف طن من القمح الصلب و11 ألف طن من الحمص و6 آلاف طن من العدس.

وسيمول الطرف الإيطالي 51 بالمئة من المشروع، بينما ستكون 49 بالمئة المتبقية على عاتق الصندوق الوطني الجزائري للاستثمار (حكومي).

وشدد شرفة، على أن من أهداف هذه الشراكة مع إيطاليا المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للجزائر من الحبوب وخصوصا القمح الصلب.

وأضاف أن الإنتاج المحلي من القمح الصلب يغطي حاليا نحو 80 بالمئة من حاجيات البلد و20 بالمئة الأخرى تستورد من الخارج.

ويندرج الاتفاق الجزائري الإيطالي الموقع السبت في إطار “خطة ماتي” التي تحمل اسم إنريكو ماتي، مؤسس مجموعة “إيني” الإيطالية للطاقة، والذي دعا في الخمسينات إلى إقامة علاقات تعاون مع الدول الأفريقية.

و”خطة ماتي” هي خطة استثمارية أعلنتها رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني نهاية يناير الماضي خلال القمة الإيطالية الأفريقية في أفريقيا، تتجاوز قيمتها الأولية 5.5 مليارات يورو، بما في ذلك الضمانات العامة لمشروعات الاستثمار.

من جهته وصف فيديريكو فيكيوني، وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة بونيفيكي فيراريزي الإيطالية، أن مشروع تيميمون بالجزائر، هو الأكبر من نوعه على الإطلاق  للشركة على المستوى الدولي.

وتعاظم دور ولايات الجنوب الجزائري في الإنتاج الزراعي خلال السنوات الأخيرة، مدعومة بمشاريع ضخمة مع محليين وشركاء أجانب، ما يؤشر إلى تحول صحراء الجزائر التي كانت توصف بـ”الجرداء القاحلة” إلى “سلة غذاء للبلاد”.

وتستهلك الجزائر ما بين 9 إلى 12 مليون طن كل عام من القمح بنوعيه الصلب واللين، بينما لا يتعدى إنتاج البلاد في أحسن المواسم 8 ملايين طن. وتستورد الجزائر كميات كبيرة من القمح تصل أحياناً إلى 7 ملايين طن سنوياً (بحسب الإنتاج المحلي) من دول عديدة منها فرنسا وروسيا وكندا والأرجنتين.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المخصصة للحبوب في الجزائر أكثر من 3.3 ملايين هكتار، حسب بيانات وزارة الفلاحة، منها 450 ألفا فقط مسقية.

وينتشر استهلاك القمح اللين بشكل كبير في الجزائر، إذ يستعمل الطحين في إنتاج رغيف الخبز في جل مخابز البلاد، بينما يستخدم طحين القمح الصلب (السميد) لدى العائلات في صناعة رغيف الخبز التقليدي خصوصا.

 

العرب