عامر العمران
لعله من السابق لأوانه الحديث عن هدوء الأوضاع في الشرق الأوسط بعد حرب الاثني عشر يومًا، بين إسرائيل وإيران، فكل المؤشرات تشي بأن المنطقة تقف على حافة المواجهة من جديد، خصوصا بعد الهجوم على السفينة “ماجيك سيز” من وسفينة “إترنيتي سي“، من قبل جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن.
وقد يكون لهذه الهجمات تداعيات خطيرة، فهي تشكل تصعيدا خطيرا للأوضاع في المنطقة، وربما تكون شرارة جديدة لأشعال الصراع الذي شهد هدوءا نسبيا خلال الأسابيع الماضية، في ظل الحديث عن ضحايا من طاقم سفينة “إتيرنيتي سي”.
اما التداعيات على صعيد التجارة العالمية، فهي تشكل ضربة قاسية للتجارة العالمية، التي تعتمد على هذا الممر الاستراتيجي، ويلقي بضلاله على شركات الشحن العالمية وبتالي على شركات التأمين، وسلاسل التوريد.
لقد أدى الهجمات الى ارتفاع كلفة تأمين السفن المارة عبر البحر الأحمر بشكل حاد منذ استئناف الحوثيين هجماتهم على سفن تجارية، مما يهدد بتعطيل التجارة العالمية.
وزادت أقساط التأمين المفروضة على مخاطر الحرب في الممر المائي بين أفريقيا وآسيا إلى ما يصل إلى 1% من القيمة الإجمالية للسفينة، من حد أقصى بلغ 0.4%.
الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية
يجمع البحر الأحمر عدد من الميزات الاقتصادية والعسكرية والأمنية ، فهو يعد أحد أكثر طرق الملاحة البحرية الدولية حيوية في العالم، وتشكل الدول المشاطئة له مزيجا من أهم المراكز العالمية لإنتاج موارد الطاقة، كما تمثل مضائقه وجزره نقاطا إستراتيجية أمنية، وتقع في طرفه الشمالي قناة السويس التي تعد شريان الملاحة الإستراتيجي بين الشرق والغرب؛ التي تقلل المسافة على السفن العابرة بينهما بنسبة 12% في حدها الأدنى و76% في حدها الأقصى، مما جعله موضع صراع إقليمي ومحل تنافس بين القوى العالمية الكبرى، ومركزا لاحتشاد القواعد العسكرية الأجنبية.
وتأتي أهمية التجارة عبر البحر الأحمر من عدة نقاط:
– يعد ممر لأكثر من 12 بالمسة من التجارة العالمية
– 80 بالمئة من التجارة المنقولة بحرا
– 30 بالمئة من حركة الحاويات العالمية
– تعتمد عليه أوروبا والولايات المتحدة في تلبية معظم احتياجاتها من الطاقة وبالأخص من الغاز المسال
– يعد الطريق الأقصر بين قارتي أسيا وافريقيا
– ممر رئيس لحركة التجارة والطاقة
اما ردود الفعل الدولية فقد جاءت من الولايات المتحدة التي توعدت بأنها ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حرية الملاحة والشحن التجاري من هجمات الحوثيين.
وعلى ما يبدو ان التطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وخصوصا بعد الهجمات الأخيرة، تؤشر الى عودة حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وأبعد من ذلك قد نشهد عودةالعمليات العسكرية ضد اليمن، خاصة مع استمرار الحوثيين وتأكيدهم على استهداف السفن التجارية، مما يهدد أمن الملاحة البحرية ويؤثر على الاقتصاد العالمي الذي يبقى هو الخاسر الأكبر في هذه التطورات.
