خلال الأشهر السابقة، أجرى المحاور جيفري جولدبيرج، عددًا من الحوارات مع مستشار الأمن القومي السابق ووزير الخارجية الأمريكي السابق والسياسي الأمريكي هنرى كسنجر، بشأن عدد من المواضيع الخاصة بدور أمريكا في العالم، وكانت هذه الحوارات قبل الانتخابات الأمريكية هذا الأسبوع، وبعد الانتخابات الأمريكية والتى كانت نتائجها صادمة للعالم ولأمريكا بفوز المرشح دونالد ترامب، قال كسنجر في حوار قصير، إنه يتوقع أن تدرس الدول العظمى فوز ترامب للرد المناسب.
وأضاف أنه يتوقع من “تنظيم الدولة الإسلامية” أن تختبر ترامب، عن طريق هجمات من أجل رؤية رد فعله.
وفيما يلي نص الحوار:
ـ هل أنت متفاجئ؟
توقعت فوز هيلاري.
ـ ماذا يعني ذلك بشأن دور أمريكا في العالم؟
حسنًا، هذا قد يتيح لنا التماسك بين سياستنا الخارجية والداخلية؛ حيث أن هناك فجوة واضحة بين ما يتوقعه الشعب بشأن سياسة أمريكا الخارجية وبين توقع النخبة، وأعتقد أن الرئيس الجديد لديه فرصة في مزج التوقعين، ولكن الأمر راجع له في استغلال هذه الفرصة.
ـ هل تشعر أن ترامب جاد وذو كفاءة؟
يجب أن نتوقف عن طرح هذا السؤال؛ فهذا الرئيس تم انتخابه ويجب إعطاءه فرصة لتطوير فلسفته.
ـ هل ستساعده؟
لن أتواصل معه، ولكن هذا كان نهجي مع كل الرؤساء منذ أن تركت منصبي، وإذا طلب رؤيتي سأذهب.
ـ ما هي أكبر مخاوفك بشأن الاستقرار العالمي بعد هذه النتيجة؟
رد الدول الأجنبية سيكون صادمًا، وأفضل التوقع باحتمالية ظهور حوارات جديدة، فإذا قال ترامب للشعب الأمريكي على سياسته الخارجية وكانت مختلفة عن السياسيات السابقة – ولكن تتشارك معها في الأساسيات – حينها سيكون هناك احتمالية للاستمرار.
ـ كيف سيكون رد الصين؟
أنا واثق أن الرد الصيني سيكون بدراسة خياراتها، وأعتقد أن ذلك سيكون رد فعل روسيا أيضًا.
ـ هل تعتقد أن ترامب سيكون مدافعًا عن بوتين؟
أعتقد أن كلمات ترامب عن بوتين كانت ينبغي أن تُقال؛ خاصة أن الأخير قال تعليق جيد عقب فوز ترامب.
ـ هل تعتقد أن علاقتهما تم تنسيقها قبل الانتخابات؟
لا.
ـ لذا، ألا توجد فرصة لتستغل روسيا هذا الموقف؟
في الأغلب سينتظر بوتين ليعرف كيف سيتطور الموقف؛ حيث أن المناطق التى تتدخل فيها البلدان لا يستطيع أحدهما السيطرة عليها تمامًا، مثل أوكرانيا وسوريا، ومن المحتمل أن بعض المشاركين في هذه المعارك سيأخذون مواقف محددة، وسينتظر بوتين ليرى خياراته.
ـ لذا هل سيكون هناك المزيد من عدم الاستقرار؟
سأقوم بتصريح عام؛ أعتقد أن معظم سياسات العالم الخارجية كانت متوقفة من ستة إلى تسعة أشهر، في انتظار الفائز في الانتخابات الأمريكية؛ حيث رأى الجميع أن أمريكا تمر للتو بثورة وسوف ينتظرون لدراسته، ولكن في مرحلة ما؛ فإن الأحداث ستتطلب اتخاذ قرارات، ويمكن أن نقول إن الاستثناء من ذلك هي الجماعات غير الرسمية، حيث يمكن أن تقوم بأفعال لإثارة رد فعل أمريكي، والذي سيحدد الموقف الأمريكي العالمي.
ـ هل ترى أن داعش تمثل خطورة أكبر الآن؟
الجماعات غير الرسمية مثل داعش، ربما تتوقع أن يكون رد ترامب على الهجمات الإرهابية ستكون بطريقة تناسب غرضهم.
ـ كيف سيكون رد فعل إيران؟
ربما تستنتج إيران – وهذا صحيح – أن الاتفاقية النووية أصبحت الآن هشة أكثر من ذي قبل، ولكنها ستستمر في إصرارها حتى في ظل الضغوط، في الوقت الذي ستدرس فيه ترامب؛ حيث لا يعرف أحد الكثير عن سياساته الخارجية؛ لذا سيدرسه الجميع لبعض الوقت.
ـ لماذا تعتقد أن ذلك حدث؟
ظاهرة ترامب هي بشكل كبير رد فعل على الهجمات على قيم أمريكا الفكرية والأكاديمية، وهناك أسباب أخرى ولكن ذلك يعد أكبرهم.
ـ بماذا تنصح ترامب لتقديم نفسه للعالم؟
أولاً أن يبرز علمه بالتحديات التى سيواجهها، ثانيًا أن يظهر مدى معرفته بتطور هذه التحديات، ومن مسؤوليات الرئيس تقديم التوجيه، وما الذي نسعى للوصول له؟ وما الذي نحاول منعه؟ ولفعل ذلك فإنه عليه أن يحلل ويقوم برد الفعل.
ذا أتلانتك – التقرير