طرابلس – دخلت معظم المحافظات الليبية في ظلام دامس هذا الشهر، في أعقاب انهيار شبكات الربط الكهربائي فيما بينها، وهي مشكلة حذرت منها الشركة العامة للكهرباء منذ عام.
وأصبحت الحياة اليومية لغالبية سكان المحافظات صعبة، مع تأثر خدمات الاتصالات بأنواعها والإنترنت، بينما فصل الشتاء بدأ يشتد ودرجات الحرارة تنحدر هبوطا مع مرور الأيام.
ودفعت الحالة الصعبة التي تعيشها ليبيا نتيجة انهيار الشبكة، الشركة العامة للكهرباء، وسط إخفاق حكومة الوفاق في معالجتها، لإطلاق نداء دولي يطالب بضرورة تدارك الأمر.
وقال عمر الشاوش، عضو لجنة الإدارة في الشركة العامة للكهرباء إن “شبكة الكهرباء كانت تعاني منذ سنوات، قبل أن نعلن عن انهيارها رسميا خلال وقت سابق من الشهر الجاري”.
وأرجع الشاوش انهيار الشبكة إلى ارتفاع الأحمال عن الطاقة الاستيعابية لها من 5000 ميغاواط إلى 7200، خاصة مع دخول فصل الشتاء.
وأشار إلى أنه خلال فترة الشتاء الحالية لن نستطيع تغطية العجز القائم، لكن الشركة ستعمل جاهدة على وضع حلول خلال فترة الصيف القادم، عبر استكمال جملة من المشاريع التي ما زالت قيد التنفيذ، كمشروع محطة (أوباري) الذي وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 95 بالمئة.
وكشف وزير الحكم المحلي في حكومة الوفاق بداد قنصو، في وقت سابق الأسبوع الجاري، أن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وجه مسؤولين لزيارة تركيا والتواصل مع شركة آنكا تكنيك التركية لتعود إلى استكمال عملها في تجهيز محطة أوباري للكهرباء.
الشركة العامة للكهرباء: انهيار الشبكة يعود إلى تعطل الكثير من محطات توليد الكهرباء بالبلاد
وإلى جانب تضرر العديد من مولدات وشبكات إمداد الكهرباء، تعاني ليبيا من مشكلة توفير الغاز، رغم وجود مباحثات مع المؤسسة العامة للنفط حول تشغيل الوحدات المتوقفة نظرا للنقص الحاد في الغاز.
وأشار الشاوش إلى أن معدل إنتاج الطاقة الكهربائية في الوقت الحالي لا يزيد عن 3500 ميغاواط، أي أقل من نصف الحاجة الفعلية للبلاد.
وقال إن “هذا هو الفرق الذي أحدث الظلام التام في العديد من المدن الليبية، والذي تعود أسبابه إلى جانب المشكلات الفنية للخروقات الأمنية المتمثلة في التعديات التي استهدفت محطات التحويل”.
وأكد أن بلاده تستورد الطاقة من مصر بحدود 75 ميغاواطا، ويوجد اتفاق حاليا مع تونس للتزود بنحو 100 ميغاواط، إضافة إلى وجود وحدتين من قطر في حدود 60 ميغاواطا يتم تركيبهما في الوقت الحالي في محطة غرب طرابلس.
والأسبوع الماضي، قال الناطق الرسمي باسم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية أشرف الثلثي، إن دولة قطر قدمت وحدتين لتوليد الكهرباء بقدرة إجمالية بلغت 600 ميغاواط، هدية منها للعاصمة الليبية طرابلس عبر مينائها البحري.
ونفى ما يتم الحديث عنه عبر الإعلام المحلي، حول استئجار أو استيراد أو شراء طاقة عن طريق محطة توليد عائمة، مؤكدا مناقشة هذا الملف في ما سبق وعدم اعتماده نظراً للتكلفة العالية.
من جانبه، قال مفتاح العربي مدير محطة توليد الطاقة في الزاوية غرب البلاد إن “الكثير من المحطات تعطلت بسبب ظروف الحرب منذ عام 2011، ولم تتم صيانتها بشكل تام إلى جانب وجود محطات بحاجة إلى قطع غيار ومنها ما هو بحاجة إلى الصيانة الدورية”.
وأضاف “محطة الزاوية كانت تولد قبل إقفال خط الغاز نحو 1100 ميغاواط، بينما يصل الإنتاج في الوقت الحالي إلى 450 ميغاواطا فقط”.
العرب اللندنية