دبي- قالت شركة طيران الإمارات أمس إنها ستبدأ في إعارة أجهزة كمبيوتر لوحية (تابلت) لمسافري الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال في رد فعل على الحظر الأميركي للأجهزة الإلكترونية الشخصية في مقصورات الركاب على متن الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة.
ويشمل الحظر الذي فرضته واشنطن في 25 مارس الماضي جميع الأجهزة الإلكترونية التي يزيد حجمها على الهواتف المحمولة على متن الرحلات المتجهة لها مباشرة من 10 مطارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا ومن بينها الإمارات.
وقالت الشـركة في بيـان إنها بـدأت بتقـديم تلك الخدمة أمس الأربعاء لتخفيف الإزعاج الناتج عـن الحظـر. وهي تأتي عقـب إجـراءات مماثلة اتخـذتها الأسبوع الماضي الخطوط الجوية القطرية والاتحاد للطيران اللتـان شملهما الحظر. وذهبت الاتحاد للطيـران أبعـد من ذلك بتقديم الإنترنت المجاني للمسافرين في الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال.
وقالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن الحظر جاء بعد تقارير استخباراتية تؤكد أن جماعات إرهـابية طـورت أساليب لوضع متفجرات في الأجهزة الإلكترونية يمكنها تخطي إجـراءات المـراقبة في المطارات.
وتنص القيود على وضع أي أجهزة إلكترونية أكبر حجمـا من الهـاتف المحمول بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيـوتر اللوحيـة والألعـاب الإلكتـرونية مـع الأمتعـة الخاضعة للتفتيش على مـتن رحـلات الركـاب المتجهـة إلى الولايات المتحـدة.
واتخذت بريطانيا قرارا بفرض قيود مماثلة على الرحلات القادمة من 6 دول هي مصر وتركيا والأردن والسعودية وتونس ولبنان، بينما قالت فرنسا وكندا إنهما تفكران في اتخاذ إجراءات مشابهة.
ولم تجد عشـرات التحليلات أي هدف يمكن أن يحققه الحظر الأميركي، لأن المسافرين المستهدفين يمكن أن ينطلقوا إلى الولايات المتحدة مع أجهزتهـم مـن عشـرات المطارات في أنحاء العالم دون أن يشملهم الحظر.
الاتحاد للطيران أضافت خدمة الإنترنت المجاني للمسافرين إلى جانب تقديم الأجهزة الإلكترونية اللوحية
ولم يجد المحللون أي جدوى منطقية للحظر الأمر الذي أنعش نظريات “مؤامرة” بحثا عن الدوافع الاقتصادية، رغم أن التحاق بريطانيا بالقرار الأميركي زاد من خلط الأوراق والدوافع.
ويبدو أن شركات الطيران الأميركية هي المستفيد الوحيد من القرار في وقت تخوض فيه نزاعا مع شركات الطيران الخليجية والتركية التي تعد من أكبر المتأثرين بالحظر، لأن لديها الكثير من الرحلات المباشرة إلى الولايات المتحدة.
وقالت طيران الإمارات إنهـا ستسمح للمسافـرين باستخـدام وسائط التخزين المحمولة في الأجهزة اللوحية التي تعمل ضمن برنـامج “مـايكـروسوفـت أوفيـس” ما يتيح للراغبين مـواصلـة أعمالهـم التي يقـومـون بهـا على أجهـزة الكمبيـوتـر العـادية.
وكان خبراء في قطاع الطيران قد حذروا من أن الحظر قد يدفع مسافري الدرجتين الأولى ورجال الأعمال إلى التعامل مع شركات طيران لا يشملها الحظر.
كما قررت شركات طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجـوية القطـرية أيضا السماح للركاب بتسليم أجهزتهم الشخصية قبل الصعود إلى الطائـرة مباشرة.
وقفز النزاع بين شركات الطيران الأميركية ونظيراتها الخليجية إلى صدارة المبررات لأنها المجال الوحيد الذي سوف تنعكس عليه آثار القرار.
وتشير البيانات إلى أن شركات الطيران الأميركية الدولية ليست لديها رحلات مباشرة من مطارات الدول المستهدفة في القرار إلى الولايات المتحدة، وبالتالي ستكون خارج دائرة الحظر.
وفي المقابل تنفرد شركات طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية إضافة إلى الخطوط التركية، بتسيير رحلات مباشرة إلى الولايات المتحدة من بين شركات طيران الدول المشمولة بالقرار.
العرب اللندنية