برلين – تشهد تكنولوجيا الواقع الافتراضي (في.آر) ازدهارا كبيرا في كل المجالات إلى درجة أنه باستطاعتها أن تزيل حدود صناعة الترفيه في المحطات التلفزيونية.
واحتل محتوى التصوير المجسم من زوايا 360 درجة لأجهزة الترفيه الإلكترونية موقعا منفصلا خاصا به للمرة الأولى في معرض السوق الدولية للبرامج التلفزيونية أم.آي.بي.تي.في- ميبتف، الذي أقيم مؤخرا بمدينة كان الفرنسية.
ويمكن للكاميرات التي تشبه البومة التقاط الصور والصوت على نطاق 360 درجة ثم تترجم برمجياتها إلى لقطات لأجهزة مثل سماعات الرأس التي تصنعها شركة أوكولوس للواقع الافتراضي، والتي اشترتها شركة فيسبوك الأميركية مقابل ملياري دولار في عام 2014.
وأبدى خبراء التكنولوجيا ومن بينهم الخبير الأميركي بريان سيث هورست انبهارا شديدا بالسرعة الصاروخية لاستخدام هذه التقنية وقال إن “هذا هو أسرع قطاعات الوسائط نموا أراه في حياتي”.
ولكي تغرق نفسك في العالم الافتراضي، تحتاج إلى جهاز واقع افتراضي ويعرف أيضا باسم جهاز سماعة ونظارة الواقع الافتراضي، وهو النوع الذي ينتشر بسرعة بين ممارسي ألعاب الكمبيوتر والذي يمكن توصيله بأي كمبيوتر شخصي أو هاتف ذكي.
وكان الفيلم الوثائقي المحيط الهادئ الكبير الذي يتناول أكبر محيطات العالم، وتم عرضه لأول مرة بالسوق الدولية للبرامج التلفزيونية يحتوي على لقطات تم إعدادها بتكنولوجيا الواقع الافتراضي.
وقال رالف ريكاور من مؤسسة زد.دي.إف، إحدى شركات التوزيع الإعلامي في ألمانيا، “انبهرنا بهذا الوسيط الجديد.. إنها ليست سينما ولا تلفزيون ونحن مازلنا في البداية عندما نأتي إلى الاحتمالات” التي تتيحها هذه التقنية الجديدة.
وألمحت شركات التلفزيون العالمية الكبرى مثل آر.تي وسكاي وديزني وديسكفري وأن.بي.سي يونيفرسال وفياكوم واتحاد الإذاعة الأوروبي ونتفليكس وعدد كبير من الشركات التلفزيونية الكبرى، إلى رغبتها في الاستفادة من محتوى الواقع الافتراضي الترفيهي على نطاق تجاري واسع.
وفي الولايات المتحدة، من المنتظر أن تشرع منصة كونان 360 الجديدة في إتاحة الفرصة إلى المشاهدين لمتابعة البرنامج الحواري الشهير كونان أوبراين من داخل الأستديو.
وكانت عملاقة التكنولوجيا شركة غوغل الأميركية، قد طرحت العام الماضي منصتها الخاصة بتكنولوجيا الواقع الافتراضي باسم داي دريم (حلم النهار)، كما طرحت مطبوعات مثل وول ستريت جورنال محتوى متاحا بالفعل لمستخدمي أجهزة الواقع الافتراضي.
وشهدت السوق الدولية للبرامج التلفزيونية، حلقة من برنامج الخيال العلمي باستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي دي فروست (إذابة الجليد)، وفيه يرى المشاهد الذي يستخدم جهاز الواقع الافتراضي كل شيء من منظور السيدة بطلة العمل.
كما تم عرض مسلسل الخيال العلمي هالكيون والذي يتيح للمشاهد متابعة 5 حلقات بتقنية الواقع الافتراضي بالتوازي مع 10 حلقات تلفزيونية.
ويقول ريكارد شتايبر المسؤول عن تطوير محتوى الواقع الافتراضي في شركة صناعة الهواتف المحمولة أتش.تي.سي إن أهم ميزة في هذا الشكل الجديد من الوسائط هو أن الوصول إليها أمر متاح للجميع.
وأوضح أن مواجهة الحيتان أو زيارة كوكب المريخ أصبحت الآن ممكنة لكل شخص وليس فقط لأقلية صغيرة.
وإلى جانب أفلام الخيال والوثائقيات، فإن محتوى الواقع الافتراضي سيشمل أيضا الإعلانات وخدمات المستهلك.
العرب اللندنية