قال محللون أمريكيون ان إعلان الرئيس الأمريكي بشأن القدس والمسارعة لتوظيف العديد من المهندسيين المعماريين للحصول على تصميم للسفارة الأمريكية الجديدة في القدس المحتلة، يعتبر تحديا كبيرا لمؤيدي حل الدولتين .
ولاحظ المحللون ان ترامب لم يلتفت كثيرا لنتائج قراره ولكن هناك اعتقاد واسع بين الجميع بمن في ذلك العديد من مؤيدي ترامب ان هذا التحرك سيدمر أي مصداقية زعمت بها الولايات المتحدة كوسيط، كما أنها صنعت المستحيل أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتفاوض مع الولايات المتحدة . وقال مارك غينسبيرغ السفير الأمريكي السابق في المغرب إن هذه الخطوة تستهدف إرضاء المانحين الكبار مثل شيلدون اديلسون وكذلك المسيحيين الإنجيليين. وأكد ان ترامب قد دفع بحل الدولتين الى الهاوية ووضع، على حد تعبيره، سكينا في مؤخرة القيادة الفلسطينية وقال خالد الجندي من معهد بروكنجز ان الأمور أصبحت لعبة جديدة تماما، مشيرا الى دعوة لقادة من فلسطين بإنهاء مهزلة عملية السلام .
وأوضح محللون ان هذه الخطوة تمنح اسرائيل جائزة بدون مفاوضات دون الاضطرار الى الانسحاب من المستوطنات او القيام بأشياء أخرى .
وقال جويل روبين، وهو مساعد سابق في وزارة الخارجية الأمريكية أثناء ولاية أوباما، ان ترامب أطلق النار على مصداقية الولايات، في حين قالت اندريا ميتشل من ان بي سي ان هذه الخطوة كانت إهانة خاصة لبعض القادة العرب الذين حضروا الى واشنطن في الأسبوع الماضي لمناشدة ترامب عدم اتخاذ القرار .
وقال ايلان غولدنبيرغ المسؤول السابق في وزارة الخارجية ان ترامب منح اسرائيل الكثير من الأشياء ولكنه لم يعط الفلسطينيين أي شيء .
وتوقعت منصات أمريكية متعاطفة مع القضية الفلسطينية، بما في ذلك موقع ميندو، ان تعزز خطوة ترامب حملة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل، إذ قال يوسف منير من الحملة الأمريكية لحقوق الفلسطينيين، ان بيان ترامب يفسد القناع عن الحياد الأمريكي وينهي أي أوهام بشأن وعود عملية السلام . وكان عدد هناك قليل من المعتقدين في الوساطة الأمريكية في تيار اليسار ولكن عددهم سيكون أقل بكثير لأنه لا يمكن تفسير دعم الولايات المتحدة لكيان مسؤول عن انتهاكات متواصلة للحقوق الفلسطينية .
وقارن محللون بين ترامب ونتنياهو وقالوا ان إعلان الرئيس الأمريكي يشبه الى حد ما صياغة خطابات رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأجمع المحللون على ان خطاب ترامب هو في الواقع إعلان لفشل 20 عاما من المفاوضات و(القشة التي قصمت ظهر البعير) .
واشنطن ـ «القدس العربي»