بروباغندات متضاربة تغطي على خسائر الحرب في عفرين

بروباغندات متضاربة تغطي على خسائر الحرب في عفرين

أنقرة – لا أحد يمكن أن يعرف الخسائر الحقيقية في صفوف الجيش التركي أو المقاتلين الأكراد في مواجهات عفرين بسبب سيطرة البروباغندا والبروباغندا المضادة، حيث يعمد كل طرف إلى تضخيم أخطاء خصمه، والدعاية لنجاحاته العسكرية والأخلاقية في المعركة.

ويحفل الإعلام الموالي لأنقرة في كل يوم بتقارير عن تمكن القوات التركية من تحييد المقاتلين الأكراد مع تقليل ضحايا الجيش التركي وحلفائه من مقاتلي الجيش السوري الحر الذي يتحرك تحت أوامر وتوجيهات القيادة العسكرية التركية.

وزج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعشرات من الأشخاص في السجن لمعارضتهم الهجوم على عفرين وبينهم إعلاميون وأطباء ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي ظل محدودية تأثير الادعاءات التركية التي تصنف المقاتلين الأكراد كإرهابيين، عمل الإعلام الحربي التركي على اختلاق قصص عن احتضان هؤلاء المقاتلين للمئات من مسلحي داعش في محاولة لكسب الرأي العام التركي والغربي الذي مازال غير مصدق لمبررات أنقرة في اجتياح شمال سوريا.

وكشف القيادي في الجيش السوري الحر، جميل كرمو، أن التنظيمات الكردية جنّدت في صفوفها عناصر من تنظيم “داعش” داخل سوريا.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، قال كرمو إن “ب ي د/بي كا كا” أرسل المئات من هؤلاء إلى مدينة عفرين (شمالي سوريا) لقتال الجيش التركي و”السوري الحر”، مقابل وعود -خاصة للأجانب منهم- بإزالة أسمائهم من قوائم الإرهاب في بلدانهم.

وأشار إلى أن مسلحي تنظيم داعش الذين تم تجنيدهم “هم عناصر محليون وأجانب على حد سواء”.

وأوضح أن “المحليين يتم إطلاق سراحهم من السجون مقابل قتالهم في صفوف التنظيم، أما الأجانب فيُعطون وعودا بإزالة أسمائهم من قوائم الإرهاب في بلدانهم، عبر تسجيلهم كمقاتلين ضمن صفوفهم”.

ويقول رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأتراك والأكراد يخوضون حربا إعلامية شرسة بالفعل وبسبب ذلك تُروج الكثير من المغالطات حول ما يدور في عفرين.

وأبرز مثال على ذلك كما يقول عبدالرحمن لدوتشيفيله هو عدد القتلى من الجانبين، كاشفا عن أن “الأتراك ينشرون أعدادا غير حقيقية لعدد القتلى في صفوف الوحدات الكردية وكذلك يفعل الأكراد أيضا إذ ينشرون أرقاما لا علاقة لها بالواقع كما ينشرون أيضا معلومات زائفة حول الدمار الذي ألحقوه بمعدات العدو وحجم المناطق التي خسروا سيطرتهم عليها”.

واتهمت قناة الأناضول التنظيمات الكردية بأنها نشرت صورا من وقائع وتواريخ مختلفة والإيهام بأنها حدثت في منطقة عفرين السورية خلال عملية “غصن الزيتون” التي ينفذها الجيش التركي.

وذكرت الوكالة التركية بأنه في 27 يناير الماضي، استخدم أنصار التنظيمات الكردية صورة طفلة تبكي على لافتة بعنوان “أوقفوا الهجمات التركية على عفرين”، خلال مسيرة نظموها في مدينة كولونيا الألمانية.

وأضافت أنه تبيّن أن الصورة تعود إلى طفلة غزاوية، وسبق أن استخدمت في خبر بتاريخ 7 أغسطس 2014، لكن أنصار التنظيم نسبوها لغصن الزيتون، زاعمين أنها في عفرين. كما استخدموا وسم “أوقفوا الإبادة في عفرين” مرفقا بصورة طفل يبكي، ونشروها في مواقع التواصل الاجتماعي، واتضح أنّ الصور التقطت في محافظة حلب السورية، وانتشرت في أحد مواقع الإنترنت بتاريخ 5 مايو 2016.

وبالمقابل، حرص الأكراد على التسويق لنماذج مشرفة لمقاتلين أكراد، وخاصة لمقاتلات على الجبهة.

ونقلت مواقع مختلفة خبر مقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة الكردية وقد فجرت نفسها أمام دبابة تركية جنوب غربي منطقة عفرين السورية، مما أدى إلى تدمير الدبابة ومقتل من فيها.

ويقول خبراء في الصورة إن الأكراد يعلمون أن موضوع المرأة مهم في الغرب وإنهم يريدون إعطاء صورة إيجابية عنهم كجهة مقاتلة تعلي من شأن النساء، وتساوي بينهن وبين الرجال في مختلف المجالات بما في ذلك على الجبهات.

ويضيف هؤلاء أن الأكراد راكموا تجارب كثيرة في الإعلاء من شأن السياسية والمقاتلة الكردية ما أكسبهم تعاطفا غربيا واسعا كشفت عنه مواقف جهات رسمية وفعاليات شعبية.

بالمقابل، قدمت الدعاية الكردية المضادة بذكاء الخصم في صورة من يعادي المرأة ويستهين بقيمتها الإنسانية من خلال الفيديو واسع الرواج لمقاتلة كردية قتلها عناصر من الجيش الحر المدعوم تركيا وتم التمثيل بجثّتها وتمزيق جسدها وسحلها في الشارع.

ويقول مقاتلون أكراد إن زميلتهم رفضت الاستسلام وفجرت نفسها بقنابل كانت بحوزتها، مفضلة الموت على الوقوع في الأسر.

ونشرت صفحات كردية أن “بارين كوباني” سارت على خطى “أفيستا”، وهي مقاتلة كردية فجرت نفسها قبل أيام خلال معارك عفرين.

العرب اللندنية