بيروت – رغم الهدنة التي أعلنتها روسيا لمدة 5 ساعات يوميا للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية والطبية، ما تزال الغارات الجوية والمعارك المستمرة في الغوطة الشرقية المحاصرة تفاقم معاناة المدنيين العزل.
وتتواصل المعارك على الأرض حيث قتل العشرات من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها في هجمات انتحارية لمسلحي المعارضة في منطقة الغوطة شرق العاصمة السورية دمشق ليل السبت الأحد.
وقال قائد عسكري في غرفة عمليات معركة “بأنهم ظلموا” التابعة للمعارضة السورية “نفذ عدد من الانغماسين ومجموعات الاقتحام والالتفاف هجوما ليل السبت وفجر الأحد حول المواقع التي تقدمت لها القوات الحكومية السورية والمجموعات الموالية لها وسقط خلالها العشرات من عناصر القوات الحكومية قتلى وجرحى”.
وكانت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية قالت أمس السبت إن الجيش السوري والقوات الرديفة سيطرت على قرى وبلدات اوتايا، النشابية، حزرما في الغوطة الشرقية لدمشق بعد مواجهات مع المجموعات التي تسيطر في المنطقة.
واستعادت قوات النظام السوري السيطرة على 10% من الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، إثر معارك عنيفة ضد الفصائل المعارضة بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.
على جبهة أخرى في شمال سوريا، قتل 36 مقاتلاً على الأقل من القوات السورية الموالية لدمشق جراء غارات تركية استهدفت موقعاً تابعاً لها في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، في حادث هو الثالث من نوعه خلال يومين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتتعرض مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية منذ ثلاثة أسابيع لقصف كثيف، تسبب بمقتل أكثر من 630 مدنياً وفق المرصد السوري. وتزامن التصعيد مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام في محيط المنطقة، ما شكل مؤشراً الى نية دمشق شن هجوم بري واسع.
تتعرض مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية منذ ثلاثة أسابيع لقصف كثيف، تسبب بمقتل أكثر من 630 مدنياً وفق المرصد السوري. وتزامن التصعيد مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام في محيط المنطقة، ما شكل مؤشراً الى نية دمشق شن هجوم بري واسع
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق إن قوات النظام تمكنت السبت من السيطرة على بلدتي الشيفونية وأوتايا في شرق وجنوب شرق المنطقة المحاصرة، بعدما تعرضتا في الايام الاخيرة لغارات وقصف مدفعي كثيف.
وكثفت قوات النظام وحلفاؤها هجماتها في الساعات الـ48 الأخيرة وفق المرصد، ما مكنها من السيطرة على قريتي حوش الظواهرة وحوش الزريقية بالاضافة الى قاعدتين عسكريتين سابقتين.
وكانت هذه المناطق تحت سيطرة “جيش الاسلام” أكبر فصائل الغوطة الشرقية.
وقال الناطق باسم جيش الاسلام حمزة بيرقدار في بيان على تطبيق تلغرام إن قوات النظام تتبع “سياسة الأرض المحروقة” مؤكداً انسحاب المقاتلين من نقاطهم في حوش الظواهرة والشيفونية كونها “مكشوفة أمام القصف الهستيري”.
ولم يتضح ما اذا كان تكثيف الهجمات بمثابة انطلاق للهجوم البري على الغوطة الشرقية المحاصرة بعد التعزيزات العسكرية التي حشدتها قوات النظام منذ بدء التصعيد.
“عزل” مناطق الفصائل
بحسب عبد الرحمن، تحاول قوات النظام التقدم “لعزل كل من منطقتي المرج (جنوب شرق) ودوما (شمالا) التي تضم العدد الأكبر من المدنيين، عن بقية البلدات في غرب الغوطة الشرقية المحاصرة”.
ومنذ بدء الاشتباكات في 25 فبراير، قتل 60 عنصراً من قوات النظام وحلفائها مقابل 34 مقاتلاً من فصيل جيش الاسلام، بحسب المرصد.
وتسيطر الفصائل المعارضة على ثلث مساحة الغوطة الشرقية بعدما تمكنت قوات النظام خلال السنوات الاخيرة من استعادة الكثير من المدن والبلدات.
وتتزامن المعارك مع هدنة انسانية اعلنتها روسيا وبدأ تطبيقها الثلاثاء لمدة خمس ساعات يومياً، ويتخللها فتح ممر لخروج المدنيين. وفيما لم يسجل خروج اي من المدنيين وفق المرصد، تتراجع وتيرة الغارات والقصف الى حد كبير خلال فترة سريانها.
وأحصى المرصد مقتل ستة مدنيين بينهم طفل السبت جراء غارات وقصف لقوات النظام قبل سريان الهدنة على مناطق عدة.
ومنذ بدء قوات النظام حملتها على الغوطة الشرقية المحاصرة، قتل أكثر من 630 مدنياً بينهم 150 طفلاً على الأقل.
وسبق لروسيا أن أعلنت خلال معارك مدينة حلب (شمال) في العام 2016 هدناً انسانية بهدف افساح المجال أمام سكان أحياء المدينة الشرقية المحاصرين للخروج، لكن من غادروا كانوا قلة اذ عبر كثيرون عن شكوكهم بشأن الممرات التي حددت كطرق آمنة.
وانتهت معركة حلب بعد ذلك باجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين في ديسمبر العام 2016.
العرب