دونالد ترمب والولايات المتحدة الأميركية ضد العالم، هذا ما عكسته التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي منذ الخميس الماضي بشأن تجارة الصلب والألمنيوم، في وقت أضحت أسواق العالم تتأثر بما يصدر عن البيت الأبيض وشركائه التجاريين.
ولفهم تفاصيل هذه الحرب المتوقعة فقد قال تقرير لصحيفة لوباريزيان الفرنسية إن ترمب أعلن نيته اتخاذ تدابير جديدة تتعلق بفرض تعريفة جمركية بواقع 25% عن الصلب و10% على الألمنيوم دون أن يحدد البلدان التي يستهدفها بهذا الإجراء.
ترمب قال في حسابه على تويتر “عندما يفرض بلد ضريبة على منتجاتنا بـ50% بينما نفرض ضريبة الصفر على المنتج نفسه الذي يدخل بلدنا فإن ذلك ليس عدلا ولا ذكاء”.
ويضيف “قريبا سنفرض ضرائب متبادلة حتى نتمكن من فرض نفس الشيء الذي يفرض علينا، وبعجز تجاري يبلغ ثمانمئة مليار دولار، ليس لدينا خيار”.
تصريحات ترمب -تقول الصحيفة- لم تمر دون أن تخلف ردود فعل أوروبية، فقد قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن بروكسل سترد بقوة وعلى نحو مناسب للدفاع عن مصالح الأوروبيين.
وتشير الصحيفة إلى أن المفوضية الأوروبية كشفت النقاب يوم الجمعة الماضي عن قائمة المنتجات التي ستستهدفها بإجراءات انتقامية بهدف تحقيق التوازن إزاء الخسائر المحتملة للصناعة الأوروبية ثاني أكبر منتج للصلب بعد الصين.
وفي ألمانيا، قال شتيفن زايبرت المتحدث باسم أنجيلا ميركل إن برلين ترفض الإجراءات الجمركية التي أعلن عنها ترمب، مشيرا إلى أن مثل هذه القرارات لن تحل مشكلة فائض الإنتاج في قطاع صناعة الحديد والصلب.
أما في فرنسا فحذر وزير الاقتصاد برونو لومير من أنه لا أحد سيخرج رابحا من قيام حرب تجارية بين الأميركيين والأوروبيين، وقال إذا تأكدت هذه الإجراءات الأميركية فإن ذلك سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد الأوروبي، بحسب ما تنقل الصحيفة.
ماذا عن بقية العالم؟
وعلى الصعيد العالمي، قالت منظمة التجارة العالمية إن “الحرب التجارية لن تكون في مصلحة أي أحد” كما جاء في تصريح مكتوب لمدير المنظمة روبيرتو أزيفيدو.
أما من جانب كندا الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة فقال وزير التجارة الدولية فرانسوا فيليب شامبان إن أي إجراء ضريبي من جانب واشنطن سيكون مرفوضا، في وقت عبرت موسكو عن مشاركتها القلق الذي عبرت عنه عدد من العواصم الأوروبية.
أما الصين الشريك التجاري الثاني للولايات المتحدة فاختارت أن تمتنع عن التعليق على الإجراءات الأميركية واكتفت بدعوة القادة الأميركيين إلى الحد من اللجوء للإجراءات الحماية، وفق ما أوردت الصحيفة.
ولم تبق الأسواق العالمية في منأى عن هذه التصريحات والتصريحات المضادة، حيث أنهت البورصات الأوروبية جلساتها ليوم الجمعة على انخفاض، وهو الأمر نفسه الذي سجلته بورصة وول ستريت، بجانب هبوط للدولار.
وفي وقت اعتبر جيركي كاتينين نائب رئيس المفوضية الأوروبية أن نافذة الأمل لا تزال مفتوحة عندما قال “إن ترمب لم يوقع بعد على مقترحاته، لذلك فنحن نأمل أن يعيد النظر في نواياه”، إلا أن الإجراءات المضادة التي أعلن عنها رئيس المفوضية جعلت ترمب يقفل هذه النافذة من جديد.
فقد قال ترمب “إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد أن يزيد الضرائب والحواجز الجمركية على الشركات الأميركية التي تقوم بنشاطها هناك فسنفرض بكل بساطة ضرائب على سياراتهم التي تتدفق بشكل حر على الولايات المتحدة”. ويضيف” يجعلون بيع سياراتنا هناك مستحيلا”.
المصدر : الصحافة الفرنسية