جنوب سيناء ضمن مشروع نيوم السعودي العملاق

جنوب سيناء ضمن مشروع نيوم السعودي العملاق

الرياض – تعهدت مصر بتوفير ألف كيلومتر مربع من الأراضي في جنوب شبه جزيرة سيناء لتكون ضمن مدينة نيوم العملاقة التي تعمل المملكة العربية السعودية على إطلاقها بمحاذاة البحر الأحمر لتكون قبلة للاستثمارات والمشاريع في المنطقة والعالم.

وأعلنت مصر والسعودية على هامش زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة عن تأسيس صندوق مشترك قيمته عشرة مليار دولار حيث ستكون الأراضي جنوب سيناء جزء من هذا الصندوق.

وكان الأمير محمد بن سلمان أعلن في أكتوبر الماضي عن خطط لإنشاء مدينة نيوم على مساحة 26500 كيلومتر خلال مؤتمر دولي للاستثمار في الرياض. وقال مسؤولون إن من المتوقع في نهاية الأمر أن يبلغ إجمالي الاستثمارات العامة والخاصة في المنطقة العملاقة نحو 500 مليار دولار.

وستركز مدينة نيوم العملاقة، التي ستخضع لنظام قضائي وتشريعي خاص بها لجذب المستثمرين الدوليين، على صناعات مثل الطاقة والماء والتكنولوجيا الحيوية والغذاء والتصنيع المتطور والسياحة.

وتعد المدينة جزءا من خطوات جريئة للأمير محمد بن سلمان لإنهاء اعتماد أكبر مصدر للنفط في العالم على العائدات النفطية تتضمن خططا لطرح جزء من شركة أرامكو السعودية للبيع.

وسيكون الجزء الخاص بالرياض في صندوق الاستثمار المشترك الجديد نقدا للمساعدة في تطوير الجانب المصري من مشروع نيوم الذي من المقرر أن يمتد عبر السعودية ومصر والأردن.

وقال مسؤول سعودي لوكالة رويترز إن الرياض ستقوم بإنشاء سبع نقاط جذب بحرية سياحية ما بين مدن ومشروعات سياحية في نيوم بالإضافة إلى 50 منتجعا وأربع مدن صغيرة في مشروع سياحي منفصل بالبحر الأحمر، في حين ستركز مصر على تطوير منتجعي شرم الشيخ والغردقة.

وأوضح المسؤول السعودي أن بلاده ستتعاون مع مصر والأردن على استقطاب شركات الملاحة والسياحة الأوروبية للعمل في البحر الأحمر خلال الشتاء. وتتفاوض الرياض حاليا مع سبع شركات سياحة والملاحة السياحية وتهدف إلى بناء موانئ خاصة باليخوت.

ووقعت الرياض والقاهرة بروتوكولا بيئيا يوم الأحد يهدف إلى حماية البيئة البحرية والحد من التلوث للمحافظة على الشُعب المرجانية والشواطئ والاتفاق على ضوابط ملزمة لمنع التلوث البصري.

وكان الأمير محمد بن سلمان وصل إلى القاهرة يوم الأحد وذلك في مستهل أول جولة خارجية له منذ تقلده ولاية العهد في يونيو من العام الماضي.

وتعززت علاقات مصر والسعودية مع انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في 2014 بعد عام من الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.

وتؤيد مصر السعودية في حربها على حركة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، كما انضمت إلى السعودية والإمارات والبحرين في فرض مقاطعة تجارية ودبلوماسية لقطر العام الماضي كما وافقت على تسليم جزيرتين في البحر الأحمر للسعودية رغم الانتقادات في الداخل.

وقبل يوم من زيارة الأمير محمد إلى القاهرة، أبطلت المحكمة الدستورية العليا في مصر يوم السبت أحكاما أصدرها القضاء الإداري بعدم قانونية تسليم جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر.

كما تأتي الزيارة قبل أسابيع قليلة من انتخابات الرئاسة المصرية التي يسعى السيسي للفوز فيها بفترة ثانية.

العرب