يسابق شبان وفتيان فلسطينيون في قطاع غزة الزمن لجمع أكبر عدد من الإطارات المستعملة بهدف إشعالها على طول الحدود مع أراضيهم المحتلة عام 1948، في مظاهرة كبرى تدشن الجمعة الثانية من “مسيرات العودة الكبرى”.
وأطلق ناشطون على مظاهرات يوم غد اسم “جمعة الكوشوك” -يستخدم مصطلح “الكوشوك” بديلا عن الإطارات المطاطية في فلسطين- بينما اختار متحدثون باسم حكومة وجيش الاحتلال مهاجمة استعدادات المتظاهرين، وذهب أحدهم حد مناشدة منظمة الصحة العالمية لمنع ما اعتبرها كارثة بيئية ستسبب بها مسيرات العودة.
ويقول منظمو المسيرات إنهم يهدفون لجمع أكبر عدد من الإطارات لإشعالها وحجب الرؤية عن جنود الاحتلال الذين قتلوا بالرصاص 18 فلسطينيا وجرحوا نحو 1500 في الجمعة الأولى من مسيرات العودة التي ستستمر حتى الذكرى السبعين للنكبة منتصف أيار (مايو) المقبل.
ونشر نشطاء ووكالات إعلام محلية تقارير وصورا وفيديوهات عن حملات جمع الإطارات التي بدأت منذ الاثنين الماضي، ونقلها لنقاط التماس مع الاحتلال.
وفي مشهد لم يخل من الفكاهة، ظهر شبان ملثمون في فيديو وهم يطلقون على أنفسهم اسم “كتيبة الكوشوك”.
كتيبة الكوشوك
وقال ناشط تعليقا على هذا الفيديو إن هذه الكتيبة “تتكون من: سرية التكاتك والعربات التي من مهامها الدعم اللوجستي للإطارات لخيام العودة، وسرية التوليع والتي من مهامها قلب الدنيا كتره (رائحة حرق الإطارات) وسرية الدعم والإسناد من مهامها أول ما العجل (الإطار) يطفي (ينطفيء) يدعموه بكمان عجل”.
كما ظهر آخرون وهم ينظمون موكبا مكونا من مركبات “التك تك” وعربات الخيول والجرارات الزراعية وهي تنقل مئات الإطارات من مختلف الأحجام، وقد أطلقوا العنان لأبواق مركباتهم، وهو ما جعل نشطاء يشبهون المشهد بمواكب الزفاف.
كما قام شبان يغطون وجوههم بأقنعة بجمع التبرعات لتوفير أجور النقل للإطارات التي جمعوها، في مشهد ثالث اعتبره ناشطون بأنه دليل على عفوية الحراك الشعبي في مسيرات العودة.
وبحسب نشطاء ووسائل إعلام فلسطينية فإنه جرى جمع ما يزيد على عشرة آلاف إطار مستعمل حتى يوم أمس الأربعاء، وقالوا إن العدد مرشح للزيادة في ظل استمرار عمليات الجمع.
وأظهرت صور بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تكوين ما يشبه “بحيرة من الإطارات” بالقرب من تجمعات جنود الاحتلال على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة.
المرايا والليزر
ولا تقتصر حملات التحضير لـ “جمعة الكوشوك” على جمع الإطارات القديمة فقط، بل إن نداءات أطلقت عبر منصات التواصل، لجمع المرايا، بهدف استخدامها في عكس أشعة الشمس باتجاه جنود الاحتلال للتأثير على رؤيتهم ومنع استهدافهم للمتظاهرين.
وقد أظهرت صور فتيان يحملون مرايا من مختلف الأحجام وبعضها من النوع الكبير، وقال نشطاء إن عائلات تبرعت بمرايا كانت تضعها في غرف النوم، بينما ظهر فتيان وفتيات وهم ينقلون أحجاما أصغر من المرايا.
كما تداول نشطاء تصاميم إنفوغراف لوسائل قالوا إنها ضرورية لحماية المتظاهرين من رصاص جنود الاحتلال وقنابل الغاز التي سيطلقونها لتفريقهم.
ومن هذه الوسائل “الدلو” الذي يستخدم في نقل الماء عادة، حيث سيجري استعماله لتغطية قنابل الغاز، إضافة لأشعة الليزر لتشتيت انتباه الجنود، والأكياس الفارغة لتعبئتها بالرمل، إضافة لحاويات القمامة لصناعة سواتر بين المتظاهرين وقوات الاحتلال.
الجزيرة