ولايتي يرفع سقف التصعيد بإعادة الحديث عن “خليج فارسي”

ولايتي يرفع سقف التصعيد بإعادة الحديث عن “خليج فارسي”

لندن – تحاول إيران الردّ على موجة تصعيد كبير تتبناها دول كبرى دعما لخصوم إيران الخليجيين، في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لوضع خيارين أمام إيران، إما تعديل الاتفاق النووي أو إلغائه.

ويشمل التعديل نفوذ إيران في المنطقة، خصوصا تجاه السعودية ودول الخليج الأخرى، التي تسعى إيران إلى تحويل اليمن إلى منصة إطلاق عمليات تهدد أمنها.

لكن طهران لم تظهر أي مؤشرات للتعاون مع جيرانها إلى الآن، بل تبنت بدلا من ذلك سياسة تصعيدية على لسان مستشار المرشد للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي، الذي أعاد الحديث عن “الخليج الفارسي” مرة أخرى.

وقال ولايتي إن إيران ستبقي اسم “الخليج الفارسي” حسرة في قلوب من وصفهم بـ”المستعمرين وعملاء الاستكبار العالمي”.

وجاء تصريح ولايتي خلال حفل توقيع كتاب مصور عن “الخليج الفارسي”، الأحد، في طهران، حيث وصف الكتاب بـ”الخالد”.

وفي معرض حديثه عن أهداف وتطلعات “عملاء الاستكبار العالمي” والولايات المتحدة وإسرائيل وخلفيات سعيها إلى تغيير اسم الخليج، قال ولايتي “تغيير اسم هذا الخليج الفارسي أو تحريفه هو إثارة فتنة وعليهم أن يعلموا أن مسعاهم سيكون دون جدوى”.

وبحسب المستشار الإيراني فإن “الوثائق والتاريخ وخلفية الإيرانيين وكتابات المؤرخين من الفرس والعرب جميعها أوردت عبارة البحر الفارسي أو الخليج الفارسي وهذا هو الحال بالنسبة للخرائط الموجودة في المتاحف العالمية والإيرانية”.

وكلما شعرت إيران بالعزلة وبضغط كبير من قبل الأسرة الدولية، تلجأ إلى أصوات تعبر عن المتشددين في الداخل الإيراني، وعلى رأسها ولايتي، المعروف بمواقفه وتصريحاته المثيرة للجدل، والتي تعبر عن رغبة “فارسية” في التمدد الإقليمي وبسط الهيمنة على المنطقة، انطلاقا من طموحات جيواستراتيجية تحمل منطلقات عرقية.

وتعتمد هذه التصريحات على نفوذ إيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، توظفه طهران كخط دفاع متقدم عن أمنها. لكن تصريحات ولايتي ومسؤولين متشددين آخرين تسرع من تقليص هذا النفوذ بين الحاضنة الاجتماعية المحلية في هذه الدول.

وفي فبراير الماضي، خلال زيارة قام بها ولايتي إلى بغداد، قال إن “الصحوة الإسلامية لن تسمح بعودة الشيوعيين والليبراليين إلى الحكم في العراق”، مشيرا إلى الانتخابات العراقية التي ستجرى في مايو المقبل.

وتعكس هذه المواقف رغبة إيرانية في رفع سقف التصعيد أمام محاولات أميركية وغربية متزايدة لوضع النفوذ الإيراني في المنطقة على قائمة أولويات الترتيبات الإقليمية الجديدة، التي بدأتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة النظر في الاتفاق النووي الموقع بين القوى الكبرى وطهران في يوليو 2015.

ومثلت تسمية الخليج العربي محور سجال تاريخي بين العرب والإيرانيين، لكن في وقت يظهر فيه الخليجيون اهتماما بقضايا أكثر أهمية وتأثيرا على أمنهم، يبحث المسؤولون الإيرانيون عن أي ثغرات من الممكن أن تظهر للداخل تمسكهم بالخطاب المعادي للغرب وللدول الحليفة له في المنطقة.

ووفقا لوكالة إرنا، اعتبر ولايتي أن إلحاح “الجهات الأجنبية على تغيير اسم الخليج الفارسي هو مقدمة لتغيير الهوية تليها ادعاءات سيادية على الخليج الفارسي، فهؤلاء راغبون في السيطرة على آسيا الوسطى والمحيط الهندي”.
ووصف ولايتي السعودية بأنها “منبر أميركي صهيوني بريطاني يهتف بأفكار هذه الحكومات وتطلعاتها”، مؤكدا تصميم إيران على “عدم السماح بالمساس بهذا الاسم ليبقى الخليج خليجا فارسيا إلى الأبد”.

العرب