باريس – قال مسؤولون فرنسيون إن بلادهم أرسلت 50 طنا من المساعدات الطبية إلى الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا الجمعة بعد أن وافقت روسيا على تسهيل تسليمها مما عزز الآمال المتعلقة بجهود الإغاثة في المستقبل.
وستصل المساعدات من فرنسا على متن طائرة روسية إلى قاعدة عسكرية روسية في شمال غرب سوريا السبت وتأتي بعد اتفاق بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عقب محادثات منذ مايو.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي “هذه العملية مهمة جدا لأنها توضح استعداد الروس للعمل معنا بشأن مسألة تحتل أولوية… تلك المنطقة تصرخ طلبا للمساعدة”.
وأكد بيان فرنسي روسي مشترك الاتفاق.
واستعادت القوات الموالية للحكومة السيطرة على منطقة الغوطة الشرقية من يد مقاتلي المعارضة في أبريل بعد محاصرة المنطقة لعدة سنوات وقصفها بعنف بمساعدة من الحلفاء الروس.
ولم تصل إلى الغوطة الشرقية التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة مساعدات تذكر منذ أبريل لكن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تمكن من تسليم مساعدات غذائية لنحو 25 ألفا في أوائل يوليو.
وبمجرد وصول الشحنة إلى سوريا سيوزعها المكتب بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري.
وقال المسؤولون الفرنسيون إن بلادهم تلقت تأكيدات من روسيا بالحصول على كل الموافقات المطلوبة من حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لتسليم المساعدات للغوطة الشرقية وإن باريس لا تتوقع أن تستخدم السلطات السورية الشحنة في أغراض سياسية.
وقال المصدر الدبلوماسي إن تلك ستكون أول مرة تسلم فيها دولة غربية مساعدات لمناطق تسيطر عليها الحكومة بمساعدة روسيا.
وقطعت فرنسا علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق في 2011.
ويحاول ماكرون منذ شهور رعاية حوار مع بوتين بشأن سوريا للخروج من المأزق الخاص بالمساعدات الإنسانية. ويعتبر ماكرون ذلك خطوة أولى لإجراء حوار سياسي أوسع مع روسيا يجمع في نهاية الأمر الأطراف الإقليمية والدولية الرئيسية معا لإنهاء الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.
وتهدف المساعدات الفرنسية إلى مساعدة 500 شخص مصابين بجروح خطيرة و15 ألف شخص آخرين مصابين بجروح طفيفة. ولم يسافر مسؤولون فرنسيون مع الشحنة.
وقال المسؤولون إنه إذا تم تسليم القافلة بسلاسة فقد يسهل ذلك جهود الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة في المستقبل والتي غالبا ما تواجه صعوبات في الحصول على موافقة أو تعوقها القوات الحكومية السورية.
وتبلغ قيمة هذه المساعدات نحو 400 ألف يورو(469 ألف دولار) وتمثل جزءا من تعهد من باريس بتقديم 50 مليون يورو استخدمت حتى الآن بشكل رئيسي في منطقة الرقة بشمال شرق سوريا حيث تحتفظ فرنسا بوجود عسكري إلى جانب الولايات المتحدة.
العرب