الحريري لا يفقد الأمل من تأليف الحكومة ونائبان عونيان يدعوانه للاعتراف بالآخرين

الحريري لا يفقد الأمل من تأليف الحكومة ونائبان عونيان يدعوانه للاعتراف بالآخرين

 

 لا يزال الشلل يضرب ملف تشكيل الحكومة اللبنانية، و يكاد أفق الحل يكون مقفلاً في ظل غياب أي مبادرة، وعدم بروز أي جديد، مع تشبث كل طرف بمواقفه. وفي جديد المواقف أمس أمل الرئيس المكلف سعد الحريري بـ «ان يتم التوصل الى حل لازمة تشكيل حكومة».

كلام الحريري جاء خلال تسلّمه ظهر أمس رسالة الاستقلال التي جاء بها غطاسون من نادي «تشايسدايفرز» من قعر البحر وكانت هذا العام تحت عنوان «وطن بلا ادمان براً وبحراً وجواً»، وذلك خلال احتفال أقيم في «بيت الوسط» للمناسبة شاركت فيه جمعيات واندية ومنظمات عدة.

وألقت ميرفت نحاس كلمة باسم المشاركين اكدت فيها ان «الحرب التي مرت على لبنان علمتنا ان لا نهدي استقلالنا لأحد وان علينا جميعاً ان نحميه بكل الوسائل المتاحة». وقالت: «تحت جناحك يا دولة الرئيس، معك وبجانبك سنحمي الاستقلال من أحلام غررت بالبعض منهم، فاسقطتهم خطواتهم الناقصة، فلن نسمح لأحد بأن يتحاصص البشر. معا سنحمي لبنان من التفرقة والسرقة والمخدرات وليقتنع الجميع بان لبنان ثابت بتاريخه واستقلاله ودستوره».

بعد ذلك خاطب الحريري الحضور قائلاً: «إن قلب المرء يكبر عندما يرى هذا العدد من الشباب والشابات يتفاعلون مع هذه القضية التي تمسّ البلد وتمسّ كذلك العديد من العائلات فيه. انتم اليوم تناضلون وتعملون الى جانب ادارتكم والجمعيات لكي نحارب هذه الآفة. لا شك ان كلامك اليوم عن لبنان والاستقلال يذكرنا بقول الوالد الرئيس الشهيد رفيق الحريري بان الوطن ليس فندقا يقصده المواطن لعدة أيام ومن ثم يغادره، الوطن هو وطن. فكلنا للبنان ولبنان لنا جميعاً، لذلك علينا حمايته أحياناً من بعض مواطنيه، ومن الفساد والهدر والمخدرات وكل الموبقات التي تحصل فيه.

هناك «طلعات ونزلات» وتحديات، ولكننا نبقى جميعا لبنانيين، وكما تعملون انتم اليوم من اجل مكافحة المخدرات وغيره من آفات، علينا جميعا ان نكافح من اجل بلدنا».

وأضاف: «اما بالنسبة لمسألة التعطيل فلن اتحدث عنها كثيراً، علّنا نتمكن مع الأيام ان نجد حلا لها من بين الغيوم الموجودة فوق لبنان، وانا متأكد من اننا في نهاية المطاف سنصل الى حلّ، ويجب ان نصل الى حلّ، وعلى الجميع ان يعي ان الدستور اللبناني هو الذي يجمعنا.

هناك مسائل قليلة نختلف حولها في البلد، لذا علينا التركيز على ما يجمعنا، وكل عملي خلال المرحلة السابقة انصبّ على الامور التي تجمعنا».

وفي موقف لافت حيال عقدة النواب السنة الستة، اعتبر عضو «تكتل لبنان القوي» وزير الطاقة سيزار أبي خليل، ان «هناك عقدا يجري العمل على حلها في موضوع تشكيل الحكومة»، مؤكداً ان «الوزير جبران باسيل لم يخرج من المسعى، انما وضع الامور في نصابها، وان هناك اموراً يجب ان نعترف بها من اجل حل الازمة».

ودعا أبي خليل، الرئيس الحريري «الى الاعتراف بوجود الآخرين الذين يمتلكون حيثية معينة في مقابل طرف آخر يجب ان يعالج مشروعيته السياسية من حيث عدم الانتظام بكتلة وعدم الحضور الى الاستشارات بكتلة موحدة». وقال: «الامور وضعت في نصابها، وهو يشكل نجاحاً كبيراً لمسعى الوزير باسيل»، آملاً بأن يتلقف الجميع «الجو التسهيلي الذي وصلت اليه المبادرة لتشكيل الحكومة».

وإذ شددا على ان «التيار الوطني الحر ليس جزءاً او طرفاً من المشكلة الحالية في الملف الحكومي»، أكد ان تشكيل الحكومة فيه «مصلحة لكل اللبنانيين، وان التيار وفريق رئيس الجمهورية قدما التنازلات اللازمة من اجل تشكيل الحكومة»، داعياً الاطراف المعنية الى «حلحلة الامر وايجاد الحلول التي لا تكون على حساب اطراف اخرى ويجب معالجة المشكلة حيث هي». ورفض ابي خليل ما يقال عن «الانتحار السياسي للرئيس سعد الحريري»، داعياً الى حصول «حوار بين الاطراف المتباينة»، مشيراً الى ان «التيار كان مع توسيع الحكومة من اجل تمثيل الاقليات، وأنه لا يرغب في خيار اعتذار الحريري، خصوصاً بعد الاتفاق على المعايير الموحدة في تشكيل الحكومة»، داعياً النواب السنة الستة الى «معالجة موضوع المشروعية من خلال الكتلة».

وقال عضو التكتل ذاته النائب زياد أسود: «كلفت الرئيس سعد الحريري عن غير قناعة واليوم اسحب التكليف، أؤيد موقفه بمكان ما لناحية أن النواب السنة المستقلين لا ينتمون لكتلة واحدة تشكلت ما قبل الانتخابات بل تجمعوا بعدها من كتل مختلفة تحت عنوان طائفي، إلا أنّه لا يجوز التعاطي بالشخصي في السياسة، وليس من حق الحريري رفض لقاء النواب السنة المعارضين».

«لن نتخلى عن حلفائنا»

وأكد عضو ​كتلة «الوفاء للمقاومة​« النائب حسن فضل الله «أننا نريد لهذه الحكومة أن تتشكل بأسرع وقت، ولكن هناك من يريد أن يلغي نتائج ​الانتخابات النيابية​ التي أنتجت واقعاً شعبياً جديداً يقول إن هناك كتلة من النواب السنة استطاعت أن تنجح من خلال أصوات تؤيّد نهج هؤلاء النواب وخطهم». وشدد على «أننا لن نقبل بأن نتخلى عن حلفائنا الذين كانوا معنا في الأيام الصعبة، فهم يعاقبون لأنهم كانوا معنا​«، متسائلاً :»هل هناك أحد عاقل في لبنان يمكن أن يفكر بأن حزباً مثل حزبنا يتخلى عمن يقف معه، هذا غير وارد في قاموسنا أن نتخلى عن حلفائنا، أو أن لا ندعم المطلب المحق لهم»، واضاف: « أي تواصل أو تفاوض مع النواب السنة المستقلين يجب أن يتم باحترام، فلا يحق لأحد أن يتعامل معهم خلافاً للأصول، من حقهم الطبيعي أن يوصلوا وجهة نظرهم إلى رئيس الحكومة المكلف، ومن يرفض، يضيّع الوقت ويؤخر التشكيل، ونحن قلنا بكل إيجابية إن المشكلة عند الرئيس المكلف فإذا كان لا يريد حلها، فليتحمل المسؤولية».

بدوره رأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق «أن الأزمة الحكومية في لبنان تتفاقم وتتعقد، بسبب تنكر الرئيس المكلف لنتائج الانتخابات النيابية، ولحق النواب السنة المستقلين بالتمثيل الوزاري»، مؤكداً «أننا حريصون على الحل، ولكن الحل والعقدة بدايتهما ونهايتهما عند الرئيس المكلف».