أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس الثلاثاء زيارة لم يعلن عنها مسبقاً إلى بغداد بهدف التصدي “للتصعيد” الإيراني، وانتزع خلالها من المسؤولين العراقيين تعهدا بتوفير “الحماية المناسبة” لمصالح الولايات المتحدة في بلدهم.
وجاءت الزيارة بعد يومين من قول مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن واشنطن ستنشر مجموعة حاملة الطائرات الهجومية أبراهام لنكولن وقوة قاذفات إلى الشرق الأوسط بسبب “الخطر الحقيقي الذي تشكله قوات النظام الإيراني”.
وتأتي المخاوف من وجود تهديد من القوات الإيرانية بعد أن كثفت واشنطن العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي في الشهور الأخيرة، وصنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وقال بومبيو للصحافيين الذين رافقوه في رحلته “لقد تحدّثنا عن أهميّة أن يضمن العراق قدرته على توفير الحماية المناسبة للأميركيين في بلدهم” مشيراً إلى أنّ المسؤولين العراقيين “أظهروا لي أنّهم يدركون أن هذه مسؤوليتهم”.
وأضاف للصحفيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي “تحدثنا معهم عن أهمية أن يضمن العراق قدرته على حماية الأميركيين في بلادهم بالشكل المناسب”.
مصالح واشنطن
وذكر الوزير الأميركي أن بلاده حثت العراق على التحرك بسرعة لإخضاع الفصائل المستقلة التي تقع تحت النفوذ الإيراني لسيطرة الحكومة المركزية، مشيرا إلى أن هذه الفصائل تجعل العراق “بلدا أقل استقرارا”.
كما قال بومبيو إن الهدف من الاجتماع أيضا إطلاع المسؤولين العراقيين على “الخطر المتزايد الذي رصدناه” حتى يتسنى لهم أن يوفروا الحماية بشكل فعال للقوات الأميركية.
وفي السياق ذاته، عبر بومبيو عن دعم بلاده للسيادة العراقية قائلا “لا نريد تدخل أي طرف في بلادهم، وحتما ليس عن طريق مهاجمة دولة أخرى داخل العراق”.
وعندما سئل قبل الاجتماعات إن كان هناك خطر على حكومة بغداد من إيران وإن كان ذلك أثار المخاوف الأميركية على سيادة العراق، أجاب بومبيو “لا. بشكل عام هذا موقفنا منذ طرحت إستراتيجية الأمن القومي بداية عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب”.
وحول قرار نقل حاملة الطائرات والقاذفات الأميركية إلى المنطقة، قال إن واشنطن تريد الدفاع عن مصالحها من التهديد الإيراني وضمان أنها تملك القوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
وأضاف أن “الرسالة التي بعثنا بها للإيرانيين -على ما آمل- تضعنا في موقف نستطيع فيه الردع، وسيفكر الإيرانيون مرتين في مسألة مهاجمة المصالح الأميركية” مشيرا إلى أن معلومات المخابرات الأميركية كانت “محددة للغاية” بشأن “هجمات وشيكة”.
من جانبه، قال عبد المهدي إن العراق سيلتزم بحماية البعثات الأجنبية، وإنه لن يسمح بوقوع اعتداء على أي مقر عسكري أو سفارة أو شركة أجنبية، ولن تكون جزءا من أي عقوبات على أي دولة.
المصدر : الجزيرة + وكالات