كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن كواليس لقاء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالمسؤولين العراقيين في الثامن من الشهر الجاري في بغداد، حيث وجّه رسالة حازمة إذا اندلعت المواجهة مع إيران مفادها “إذا لم تقفوا إلى جانبنا، فتنحوا جانبا”.
وبحسب الصحيفة فقد نقل لها ما دار في الكواليس ثلاثة مسؤولين أميركيين رفضوا التصريح بأسمائهم، مشيرين إلى أن زيارة بومبيو الخاطفة جاءت بالتزامن مع تلقي واشنطن معلومات استخبارية تقول إن إيران تهدد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن هناك مخاوف من أن تعلق بغداد مجددا وسط النزاع بين واشنطن وطهران بعدما بدأت تتعافى من آثار الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
العراق من جهته وإثر تصاعد التوتر، أعلن عن تدابير أمنية لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها المصالح الأميركية، حيث يستضيف العراق آلاف الجنود الأميركيين إلى جانب آلاف العاملين في السفارة والقنصليتين وفي شركات أمنية وأخرى نفطية واستثمارية.
كما يعد العراق موطن العديد من الفصائل العراقية المسلحة القوية التي تتلقى دعما من إيرن.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي العراقي واثق الهاشمي قوله إن السؤال الكبير هو “كيف سيتعامل القادة العراقيون مع مصالحهم الوطنية في بلد ينتشر فيه الولاء للقوى الخارجية على حساب أمتهم؟”.
وأضاف “إذا لم يتمكن البلد من وضع تلك المليشيات التي تدعمها إيران تحت السيطرة، فسيصبح العراق ساحة لنزاع أميركي إيراني مُسلح”.
ورغم أن الطرفين الأميركي والإيراني يعلنان عدم رغبتهما في خوض الحرب، فإن التوترات تتزايد بسبب تاريخ المنطقة المشحون.
ففي أثناء الوجود العسكري الأميركي في العراق الذي استمر ثمانية أعوام منذ 2003، خاضت القوات الأميركية والمليشيات التي تدعمها إيران معارك ضارية في جميع أنحاء البلاد، وقتل وأصيب العشرات من القوات الأميركية.
وانسحبت القوات الأميركية من العراق في العام 2011، إلا أنها عادت مُجددا في 2014 بدعوة من العراق للمساعدة في قتال تنظيم الدولة بعد أن سيطر على مناطق شاسعة في شمالي وغربي البلاد. وقاتلت المليشيات التي تدعمها إيران إلى جانب القوات العراقية في مواجهة التنظيم، مما أكسبها نفوذا وقوة.
المصدر : واشنطن بوست