ميلانو – احتشدت أحزاب قومية ويمينية متطرفة من شتى أنحاء أوروبا بقيادة ماتيو سالفيني نائب رئيس وزراء إيطاليا السبت متعهدة بإعادة تشكيل القارة الأوروبية بعد انتخابات البرلمان الأوروبي التي تجري هذا الأسبوع.
ويشعر سالفيني زعيم حزب الرابطة بالثقة في أن تحالفه الذي تشكل حديثا سيفوز بعدد قياسي من المقاعد في الانتخابات التي تجري في الفترة من 23 إلى 26 مايو مما سيعطيه صوتا قويا في تحديد كيفية إدارة الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة خلال السنوات الخمس المقبلة.
ولكن شاب هذا التجمع أمام الكاتدرائية القومية في مدينة ميلانو الإيطالية فضيحة شملت أحد أبرز حلفاء سالفيني وهو حزب الحرية النمساوي الذي استقال زعيمه السبت من منصب نائب المستشار بعد بث شريط فيديو له يظهر فيه وهو يعرض عقودا حكومية مقابل الحصول على دعم سياسي.
ودعي أكثر من 400 مليون ناخب إلى التصويت في الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لانتخاب برلمان جديد يعد هيئة أساسية في صياغة القوانين وتبنيها.
وسيضم البرلمان 751 نائبا بينهم 73 بريطانيا لأن المملكة المتحدة لم تنفصل بعد عن الاتحاد. ومن سخرية القدر أن البريطانيين سيكونون أوائل المقترعين في 23 مايو بينما ترجح استطلاعات الرأي فوز حزب بريكست المناهض للوحدة الأوروبية.
وتتسم الانتخابات الأوروبية التي يعتبرها خبراء السياسة فرصة لمعاقبة السلطة على المستوى الوطني، بنسبة امتناع كبيرة.
لكن هذا المسار يمكن أن ينعكس في انتخابات 2019. فقد كشف استطلاع للرأي أجري لحساب شبكة “تسي دي اف” أن 56 بالمئة من الألمان مهتمون بالانتخابات الأوروبية، وأن نسبة المشاركة في الاقتراع في ألمانيا قد تصل إلى ستين بالمئة، مقابل 48 بالمئة في 2014.
ويأمل اليمين القومي المناهض لأوروبا والمحافظون المشككون في جدوى الوحدة الأوروبية والشعبويون المناهضون للنظام السياسي، في تحقيق النتائج نفسها إن لم يكن الحصول على نسبة أكبر. وتشير التوقعات إلى احتمال فوز 173 عضوا تحت رايات هذه المجموعات.
لكن التحقيقات في مصادر تمويلهم يمكن أن تضر بطموحاتهم. وقد أدى كشف قضية من هذا النوع السبت إلى استقالة نائب المستشار النمساوي هاينز كريستيان شتراخه العضو في حزب حرية النمسا اليميني القومي.
ومن غير الواضح ما إذا كان ناخبو الأحزاب التقليدية سيستجيبون للدعوات إلى قطع الطريق على هؤلاء.
وقالت مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني للصحفيين “هذه لحظة تاريخية”.
وأضافت “قبل خمس سنوات، كنا في عزلة لكننا اليوم ومع حلفائنا سنصبح أخيرا في وضع يجعلنا نغير أوروبا”. وتوقعت لوبان أن يصبح التحالف الجديد ثالث أكبر تكتل في البرلمان الأوروبي المقبل بعدما حل اليمين المتطرف في المركز الثامن في الانتخابات السابقة.
لكن استطلاعات رأي أشارت في الآونة الأخيرة إلى أن التحالف سيحتل المركز الرابع وقالت لوبان إن عددا من الأحزاب الأخرى قد ينضم إليه في نهاية المطاف ومن بينها حزب تحالف الديمقراطيين الشبان (فيدس) بزعامة رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان الذي يتزعم حاليا تيار اليمين الرئيسي في أوروبا.
العرب