نقلت وكالة رويترز عن متحدث من المعارضة السورية المسلحة أن الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية يطوقون، في اليوم الثاني من عملية “نبع السلام” العسكرية بالشمال السوري، مدينتي تل أبيض ورأس العين الحدوديتين. في حين أكدت مصادر إعلامية أن هذه القوات تمكنت من السيطرة على 11 قرية في محيط المدينتين.
وقد خلفت العمليات العسكرية حتى الآن مقتل 174 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التركية، في حين قتل 6 أتراك وأصيب 16 آخرون جراء سقوط قذيفة هاون أطلقت من الجانب السوري على مركز مدينة أقجة قلعة الحدودية التركية.
في المقابل، قالت قوات سوريا الديمقراطية الكردية إن الضربات الجوية والقصف التركي خلّفا مقتل تسعة مدنيين في شمالي شرقي سوريا منذ أن بدأت أنقرة هجومها في المنطقة.
وأكد مراسل الجزيرة أن القوات التركية وقوات المعارضة السورية سيطرتا على قرى عدة في محيط مدينة تل أبيض، من بينها قريتا بير عاشق وحميدية، وأنهما وصلتا إلى عمق ثمانية كيلومترات داخل سوريا.
وكان المراسل قد أفاد في وقت سابق بأن الجيشين التركي والسوري الحر سيطرا على قريتي ميشرفة وديدات في مدينة تل أبيض، وقرية كيشتو في رأس العين. في حين أكد مراسل وكالة الأناضول أن قوات الجيش التركي والجيش الوطني السوري سيطروا أيضا على قرى برزان والجديدة وكصاص، ليرتفع بذلك عدد القرى التي تمت السيطرة عليها إلى 11 قرية في اليوم الثاني من العملية العسكرية.
وقالت مصادر للجزيرة إن القوات التركية أنشأت قاعدة عسكرية بين مدينتي سلوك وتل أبيض، وإنها قطعت الطريق الواصل بين المدينتين.
وفي ريف الرقة، أكد مراسل الجزيرة استهداف مقاتلات تركية اللواء الثالث والتسعين التابع لقوات سوريا الديمقراطية في عين عيسى.
أما في محافظة الحسكة الحدودية فتقول وزارة الدفاع التركية إن الجيش التركي وقوات المعارضة تقدما في مدينة رأس العين بريف المحافظة، حيث تسعى القوات التركية إلى السيطرة على تل أبيض ورأس العين تمهيدا للسيطرة على مناطق أخرى حتى عمق يصل إلى 30 كيلومترا.
وقد دفعت العملية العسكرية في الشمال السوري أكثر من 60 ألف مدني إلى النزوح من منازلهم، وباتت بلدتا رأس العين والدرباسية شبه خاليتين من السكان، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان.
يشار إلى أن الهدوء ساد صباح اليوم مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة بعد قصف المدفعية والدبابات التركية مواقع من تسميهم أنقرة “الإرهابيين” في المدينة ومحيطها مع انطلاق عملية “نبع السلام”.
وقد استمر القصف التركي على مواقع عدة في تل أبيض حتى منتصف ليلة أمس، قبل أن تنخفض وتيرته في الساعات اللاحقة.
وقال مراسل وكالة الأناضول إن وحدات من الجيش التركي عبرت الحدود من محاور عدة باتجاه تل أبيض طوال ليلة أمس.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن إطلاق جيش بلاده بالتعاون مع الجيش الوطني السوري عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا.
وتسعى العملية العسكرية إلى القضاء على ما تسميه تركيا “الممر الإرهابي” الذي تبذل جهود لإنشائه على حدودها الجنوبية، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وقد أطلعت تركيا كلا من الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والأمين العام للأمم المتحدة على العملية أمس الأربعاء، في حين رفضت دول عدة عربية وأوروبية العملية.
المصدر : الجزيرة + وكالات