الجيش العراقي مدين بتماسكه لأمريكا ورحيل قواتها سيقوي “الدولة”

الجيش العراقي مدين بتماسكه لأمريكا ورحيل قواتها سيقوي “الدولة”

قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن بداية عام 2020 تكتسي طابع التراجع الأمريكي، بعد الانسحاب الجزئي لقواتهم من أفغانستان؛ إذ بات اليوم من الممكن طرد القوات الأمريكية من العراق بعد تصويت البرلمان في بغداد على ذلك، بعد اغتيال واشنطن للجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد. ومن أجل التركيز على حماية قواته، أنهى التحالف ضد تنظيم الدولة (داعش) العمليات مؤقتًا ضد الجهاديين، فيما علق حلف الناتو عمليات تدريب القوات المسلحة العراقية.

وأضافت الصحيفة أن المعركة ضد تنظيم الدولة هي النتيجة الرئيسية لهذا التحول الذي رأينا بعض مؤشراته المبكرة، معتبرةً أن حل التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش) من شأنه أن يوفر تلقائياً أكسجينا جديدا لمقاتلي التنظيم الذي تم اغتيال خليفته في تشرين الأول/أكتوبر 2019 واحتوته منذ ذلك الحين الضربات الجوية للأمريكيين وحلفائهم.

وأوضحت لوفيغارو أن المستبعد تماما أن يولد تنظيم الدولة من جديد وينهض من الرماد. وفي هذا السياق تنقل الصحيفة عن الباحث مارك هيكير قوله: “لقد عانى داعش من ضربات كبرى: موت البغدادي بالطبع، ولكن أيضًا القضاء على العديد من قياداته الأخرى”. غير أن ميشيل غويا، المتخصص في التاريخ العسكري وتحليل الصراعات، اعتبر أن العوامل التي أدت إلى تطوير داعش في عام 2013 لا تزال قائمة، والرحيل المفاجئ للتحالف سيمنح التنظيم حرية التصرف، كما سيشكل أيضا خبراً سيئاً للجيش العراقي، المدين بتماسكه فقط للمعونة الأمريكية، وسيضعفه انسحاب الولايات المتحدة”.

لكن لوفيغارو أوضحت أننا لم نصل بعد إلى هذا الحد، وفي الشرق الأوسط تتكرر فعلاً فترات الراحة الإستراتيجية والتغييرات. ومنذ جورج بوش، الذي أراد إعادة “الأولاد” إلى وطنهم للتركيز على التنافس مع الصين وروسيا، حاول جميع رؤساء الولايات المتحدة دون جدوى الخروج من مرجل الشرق الأوسط. فقد فشل باراك أوباما في ذلك، فيما لم ينه بعد خلفه دونالد ترامب الانسحاب الأمريكي من بلاد الشام، مع العلم أن الأخير تم انتخابه بناءً على وعده بإنهاء المشاركة الأمريكية في المنطقة.

وعادت لوفيغارو للتذكير أن قرار البرلمان العراقي مطالبة حكومة بلاده بإنهاء وجود القوات الأجنبية ليس له قوة مُلزِمة، بل هو مجرد طلب موجه إلى الحكومة العراقية المستقيلة اليوم. وعلى أي حال، فإن الانسحاب الأمريكي لا يعني دائمًا الرحيل الدائم، تقول الصحيفة، موضحة أنه على الرغم من رغبتها في التراجع، تظل الولايات المتحدة القوة السياسية والعسكرية الوحيدة القادرة على ممارسة دور عالمي وحاسم في جميع المسارح في نفس الوقت.

القدس العربي