“بداية جديدة” للبارزاني في بغداد تقفز على مخلفات الاستفتاء

“بداية جديدة” للبارزاني في بغداد تقفز على مخلفات الاستفتاء

 وصفت أوساط عراقية الحفاوة التي قوبل بها الرئيس السابق لإقليم كردستان العراق في بغداد، وتعدد لقاءاته مع المسؤولين والقيادات الحزبية، بأنهما اعتراف بالنفوذ الذي يمتلكه، وأن تحييده من المشهد الكردي غيّب الشريك القوي والفعال الذي كانت الحكومة المركزية تتفاوض معه وتصل معه إلى نتائج.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الطبقة السياسية المهيمنة في بغداد، والتي كان البارزاني ضلعها في أربيل، تسعى الآن إلى إعادة تأهيله والتغاضي عن الأزمة التي خلقها استفتاء سبتمبر من العام الماضي، ومحاولة التشريع للانفصال عن المركز، لافتة إلى أن رموز المشهد السياسي الذي تشكل بعد غزو 2003 يحتاج إلى وجود الشخصية الكردية المؤثرة لإنقاذ العملية السياسية التي بدأت تتعرض لصعوبات نوعية قد تذهب بها خاصة بعد الاحتجاجات القوية في الأشهر الأخيرة.

وترك انسحاب البارزاني من الواجهة الكردية، كما رحيل الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، فراغا سياسيا لم تقدر القيادات البديلة على ملئه، فضلا عن الصراعات بينها والعجز عن إدارة الأزمات في كردستان، ما أضعف نفوذ الإقليم في بغداد.

وقال زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، ومسعود البارزاني، إن بغداد وأربيل أمام “بداية جديدة” لإعادة بناء الثقة بينهما تمهيدا لحل الخلافات العالقة منذ سنوات.

جاء ذلك في بيان مشترك بعد لقاء جرى بين الجانبين، الجمعة، بمقر إقامة الصدر بمدينة النجف جنوبي العراق.

ونقل البيان عن الصدر قوله إن زيارة البارزاني “بداية مهمة وتوجه جديد وإيجابي للعملية السياسية في العراق ومنع تكرار الأخطاء وبناء حكومة جديدة”.

وذكر أن الصدر والبارزاني أكدا خلال لقائهما على أن “هناك فرصة جديدة متاحة أمام العلاقات بين أربيل وبغداد، وعلى ضرورة العمل على بناء الثقة ومعالجة الخلافات وإيجاد شراكة حقيقية”.

كما شددا على “استمرار العلاقات وتعميق الثقة ودعم الحكومة العراقية الجديدة”.

Thumbnail

وتقول الأوساط العراقية إن بغداد لجأت إلى البارزاني في مساعيها لتحييد العراق عن لي الذراع بين إيران والولايات المتحدة التي يقيم معها الرئيس السابق لإقليم كردستان علاقات جيدة. كما أن إيران تحاول أن تقايضه بالعودة إلى المشهد مقابل مساعدتها في الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة عليها، بسبب نفوذه الكبير في المنطقة الكردية من العراق، التي ترتبط بحدود طويلة مع إيران.

وكان لقاء الصدر آخر محطة للبارزاني ضمن سلسلة لقاءات أجراها في بغداد مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وزعماء وقادة أحزاب سياسية على مدى يومي الخميس والجمعة.

وهذه أول زيارة للبارزاني إلى بغداد، منذ توتر العلاقات بين الجانبين على نحو غير مسبوق عقب إجراء الإقليم استفتاء الانفصال الباطل عن العراق في سبتمبر 2017، والذي كان البارزاني (الرئيس آنذاك) من أشد المؤيدين له.

وفرضت على إثره بغداد عقوبات على الإقليم من بينها حظر الرحلات الجوية الدولية، وطرد قوات الإقليم “البيشمركة” من المناطق المتنازع عليها بين الجانبين وعلى رأسها محافظة كركوك الغنية بالنفط.

إلا أن العلاقات عادت وتحسنت نسبيا خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن تنتظرهما مباحثات مكثفة بشأن المشكلات العالقة وتأتي في مقدمتها المناطق المتنازع عليها بين الجانبين، وحصة الإقليم من ميزانية الدولة، وإدارة الثروة النفطية، وتمويل وتسليح البيشمركة.