صعّد متظاهرو جنوب العراق ووسطه احتجاجاتهم في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، وأقدموا على قطع عدد من الطرق الحيوية المؤدية إلى حقول نفط ومنشآت للطاقة، فضلاً عن عدة دوائر حكومية، فيما تسلم رئيس الجمهورية برهم صالح قائمة تضم عدداً من الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة.
وشهدت البصرة، أقصى جنوبي العراق، تظاهرات واسعة ردد فيها المتظاهرون شعارات ترفض تسمية محافظهم الحالي أسعد العيداني رئيساً للحكومة المقبلة، وذلك بعد أنباء سُرِّبت في ساعة متأخرة من ليلة أمس تفيد بترشيح العيداني إلى جانب أسماء أخرى للمنصب.
ورفع المتظاهرون صوراً للعيداني وكتبوا عليها “مرفوض لفساده”، وأخرى اتهمته بقتل متظاهري البصرة وسرقة أموال الأعمال.
وقطع متظاهرو البصرة الطرق الواصلة إلى حقل الرميلة النفطي الشمالي ونظموا اعتصاماً أمامه، فيما جرى قطع طرق أخرى قرب ميناء أم قصر دون أن يؤدي ذلك الى إغلاقه.
وقال أحد المتظاهرين في المدينة، علي جبر لـ”العربي الجديد”، إن هناك إحساساً وشعوراً متصاعدَين بأن أحزاب السلطة تحاول خداع العراقيين من خلال إدخالهم بدوامة كتلة كبرى وفراغ دستوري كنوع من كسب الوقت والمماطلة والتعويل على الوقت ريثما يتفقون على حكومة أخرى وفقاً لمقاسهم لا مقاس الشعب الجائع”، مضيفاً أن التظاهرات ستتصاعد، خاصة مع دعوات ناشطين لتجديد زخمها.
في المقابل، أعاد متظاهرو كربلاء نصب خيامهم مجدداً بعد ليلة عاصفة اقتلعت عدداً منها، وسط ساحة التربية بالمدينة، مع توافد مئات المتظاهرين.
وأغلق المتظاهرون عدداً من الدوائر الحكومية في كربلاء، ومنها دوائر العقار والضريبة وغيرها، وفي ذي قار التي شهدت أمس وفاة متظاهر متأثراً بجروح أصيب بها في ساحة التظاهر قبل عدة أيام، كما تجددت التظاهرات في ساحة الحبوبي وسط الناصرية مساء، والتي شهدت توافد المئات من الموظفين والطلاب.
وأغلق المتظاهرون جسري الحضارات والنصر وسط المدينة، وأقدم متظاهرو بلدة الرفاعي على إغلاق مبنى جامعة سومر في البلدة الرفاعي، وسط انتشار لأجهزة الأمن التي حاولت تفريق المتظاهرين.
ولم يختلف الحال في الديوانية، مركز محافظة القادسية، حيث عمت التظاهرات ساحة الساعة وسط المدينة، وأقدم المتظاهرون على إغلاق دوائر الصحة والضريبة ودوائر أخرى.
وفي بغداد، توافد المئات من المتظاهرين نحو ساحات التحرير والخلاني والوثبة، في بغداد، صباح اليوم، بعد ليلة شهدت تظاهرات حتى ساعات متقدمة، وحمل المتظاهرون لافتات ترفض ترشيح رائد جوحي (القاضي الذي حاكم صدام حسين) على اعتباره ذا انتماء حزبي، كحال المرشحين السابقين.
وكشفت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن مصادر سياسية وصفتها بالمطلعة دون تسميتها، عن تسلم رئيس الجمهورية برهم صالح قائمة تضم عدداً من الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة، مشيرة إلى أن صالح قد يذهب لتكليف مرشح رئيس الوزراء بعيداً عن تسمية الكتلة الأكبر عدداً”.
وأكدت المصادر أن صالح تسلم قائمة تضم عددا من الأسماء المرشحة أبرزها (محمد شياع السوداني وأسعد العيداني ومصطفى الكاظمي، إضافة إلى أسماء أخرى من بينها القاضي رائد جوحي”، لافتة إلى أن “هذه الأسماء قابلة للتغيير حسب المتغيرات وتوافق الكتل السياسية”.
وأشارت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية سيكلف شخصية لرئاسة الحكومة يضمن مقبوليتها والتصويت عليها في مجلس النواب”، موضحة أن رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي أبلغ رئيس الجمهورية بأن آخر موعد لحكومة تصريف الأعمال هو يوم الخميس المقبل”.
العربي الجديد