قالت صحيفة “خبر تورك” التركية، الجمعة، إنّ زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى دمشق، قبل أيام، كانت تهدف إلى “تحييد الأراضي السورية” خلال عملية الرد الإيراني على مقتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، من قبل الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، أنّ زيارة بوتين دمشق “جرت في أجواء متوترة جداً”، وقبيل زيارته تركيا حيث التقى رجب طيب أردوغان، وكان يهدف من خلالها إلى “تحييد سورية عن الصراع الإيراني الأميركي”.
وشرحت المصادر هذه الاحتمالية بدفع إيران المليشيات التابعة لها للرد باستهداف إسرائيل في هجمات انتقامية انطلاقاً من الأراضي السورية، ما جعل بوتين يسرع في زيارته، لتوجيه رسالة حازمة لإيران بـ”عدم زجّ سورية في هذا الصراع”.
وأكدت أنّ “روسيا لا ترغب في أن يتم تنفيذ التهديدات، وخاصة التي قدمت من قبل أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، بالرد عبر الأراضي السورية”، كما أنّ الرئيس الروسي، وفق الصحيفة “لا يريد أن يتم تغيير الوضع القائم في المنطقة نتيجة التطورات الحاصلة، بعد أن وجد في سورية منطقة نفوذ له، وأجواء لا تتجزأ عن الأجواء الروسية”.
وشددت على أنه “من الواضح أنّ التغيير القادم ربما سيكون على الأراضي العراقية بين إيران وأميركا، ولذلك روسيا تريد النأي بسورية، وخاصة أنّ الزيارة كانت لمقار القيادة الروسية في دمشق وقاعدة حميميم في اللاذقية، وهو ما يدل على الحزم الروسي في هذا الشأن”.
وختمت بالقول: “رغم أنّ الزيارة أكدت دعم روسيا الواضح للنظام السوري، إلا أنّ اللقاء في مقر تجمع القوات الروسية يدل على أنّ روسيا هي صاحبة القرار النهائي في سورية، وهي رسالة واضحة لكل الأطراف”.
مسؤولون أتراك إلى موسكو
وعلى صعيد متصل، أفادت وسائل إعلام تركية، الجمعة، بأنّ وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، ووزير الدفاع خلوصي أكار، سيزوران العاصمة الروسية موسكو، الاثنين المقبل، لمناقشة الملفات العالقة بين البلدين في سورية وليبيا.
وأضافت المعلومات المتوفرة أنّ رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان، سيكون ضمن الوفد التركي الرفيع المستوى، حيث تأتي الزيارة بعد القمة التي عُقدت، الأربعاء الماضي، بين الرئيسين أردوغان وبوتين، في إسطنبول.
وبحسب مصادر مطلعة، فإنّ الزيارة تكتسب أهمية كونها تأتي بعد دعوة روسيا وتركيا الأطراف الليبية إلى إعلان وقف إطلاق النار اعتباراً من ليلة السبت، ورفضها من قبل اللواء المتقاعد خليفة حفتر، واستجابة حكومة “الوفاق الوطني” الليبية في طرابلس لهذه الدعوة.
كما تأتي الزيارة عقب إعلان وزارة الدفاع التركية، الجمعة، تطبيق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب شمال غربي سورية.
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، في العاصمة التركية أنقرة، حيث رافق المبعوث الأميركي في الزيارة السفير ديفيد ساترفيلد، من دون ورود تفاصيل عن مضمون اللقاءات التي يعتقد أنها ركزت على الوضع السوري.
جابر عمر
العربي الجديد