قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إنه بعد رد مفاجئ وبأقل القليل ضد اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني، تأتي قضية تحطم طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية لتكون دافعا حرجا جديدا لإيران.
وتنقل الصحيفة الفرنسية عمن وصفته بأحد العارفين بالشأن الإيراني، قوله إن الجمهورية الإسلامية لا تأخذ المسألة على محمل الجد، إذ تصر على اعتبار أن من المستحيل إطلاق صاروخ ولو بالخطأ على طائرة بوينغ الأوكرانية التي كان على متنها 176 راكبا أغلبهم إيرانيون وأكرانيون قضوا جميعاً في الحادث.
وقد زار وفد من قناة CBS الأمريكية صباح يوم الجمعة موقع الحادث حيث أكدوا أنه تم جمع كافة بقايا الحطام ويجري فحصه من طرف خمسين خبيرا أوكرانياً وصلوا طهران للتحقيق والمشاركة في تحليل بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة.
وأكد وزير الخارجية الأوكراني الجمعة أن فريق الخبراء توصل للصندوقين الأسودين اللذين يعتبران أساسيين في التحقيق وسيتم قراءة محتواهما خلال الأيام المقبلة.
وكانت وكالة مهر الإيرانية للأنباء المقربة من المحافظين في الجمهورية الإسلامية قد نقلت عن رئيس وكالة الطيران المدني قوله إن إيران لن تسلم الصندوقين الأسودين للولايات المتحدة. غير أن وزير النقل نفى رفض إيران تسليم الصندوقين للولايات المتحدة. ويقول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إن الإيرانيين سيسلمون الصندوقين الأسودين في وقت ما لشركة بوينغ أو لإحدى الدول مثل فرنسا.
وتابعت لوفيغارو القول إنه على الرغم من أن العلاقات بين إيران وكندا مقطوعة منذ 2012، فإن طهران سمحت بقدوم فريق كندي من عشرة أشخاص للتكفل بالضحايا مزدوجي الجنسية. وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لتسهيل مهمة الدول التي فقدت رعايا في الحادث.
وقد دعت طهران يوم الخميس شركة بوينغ إلى المساهمة في التحقيق كما دعت الوكالة الأمريكية لسلامة النقل للمشاركة في البحث عن أسباب الكارثة، وهو ما يثير إشكالا قانونيا يتعلق بإمكانية زيارة الموظفين الأمريكيين لبلد يمنع عليهم زيارته بسبب العقوبات.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الرغبة في إظهار الشفافية تخفي صراعا على النفوذ بين وزارة الخارجية والحرس الثوري في إيران قد يؤدي لفقدان جزء من الحقيقة. لكن السفير الفرنسي السابق في إيران فرانسوا نيكولو يعتبر أن الدعوات للمحققين من دول مختلفة تؤكد فوز الطرف الذي يرغب في الشفافية.
ويتساءل عدد من الإيرانيين في وسائل التواصل الاجتماعي عن أسباب عدم إغلاق مطار طهران الدولي في وقت أطلق فيه الحرس الثوري صواريخ بالستية على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق. وفي انتظار الرد الأمريكي المحتمل على تلك الضربات، يؤكد أغلب الخبراء فرضية أن الدفاعات الجوية الإيرانية كانت في حالة استنفار قصوى.
وتنتشر حالة من الغضب والخوف بين الإيرانيين حيث يتفادى بعض المواطنين استخدام الطائرات في هذه المرحلة. ويرى السفير الفرنسي السابق في طهران فرانسوا نيكولو أن النظام الإيراني استفاد كثيراً من حادثة قتل سليماني لتعزير اللحمة مع الشارع، لكن سقوط الطائرة كشف عن نقاط ضعف للنظام وقد يؤدي إلى حدوث شرخ في وحدة الرأي العام الإيراني.
القدس العربي