هدد القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي، اليوم الاثنين، باستهداف قادة عسكريين أميركيين في حال نفذوا تهديداتهم باغتيال القائد الجديد لـ”فيلق القدس” إسماعيل قاآني، خليفة قاسم سليماني، في حين واصل المحافظون انتقاداتهم وهجماتهم على وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لحديثه عن إمكانية التفاوض مع واشنطن في حال رفع العقوبات عن طهران.
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن القائد العام للحرس الثوري قوله، رداً على تهديدات الولايات المتحدة باغتيال قاآني، إنّ “أولئك الذين هددوا قادتنا بالاغتيال، فإذا ظلوا على قيد الحياة سيندمون على هذا التهديد”، مشيراً إلى أن “الأعداء تلقوا ضربات كتداعيات مؤلمة” لاغتيال سليماني.
وأكد سلامي أنّ واشنطن “أدركت أنها إذا ارتكبت مثل هذه الأفعال ستواجه ضربات قاسية ومستمرة”، قائلاً “فليعلم الأميركيون والصهاينة والآخرون أنّه لن يكون أي من قادتهم بأمن وأمان بحال هددوا قادتنا بالاغتيال أو نفذوا هذه التهديدات”.
وتوعد بأن “تكون ردود إيران مختلفة تماماً إذا ما واصل الأعداء هذه اللعبة”، قائلاً إنهم “سيواجهون حينئذ ظروفاً جديدة للغاية لن يكون بمقدورهم إدارتها والسيطرة عليها”، داعياً إياهم بعد هذا التحذير إلى “التراجع عن هذا المسار”.
وعزا القائد العام للحرس الإيراني التهديدات الأميركية باغتيال قادة الحرس إلى “عجزهم في المجالات العسكرية وفشلهم في العقوبات الاقتصادية”.
وكان المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران برايان هوك قد هدد، الخميس الماضي، باغتيال قاآني إذا واصل السير على درب سليماني، لكن قائد الحرس أكد، اليوم الاثنين، أن البرنامج الذي سيعمل القائد الجديد لفيلق القدس على أساسه هو نفس برنامج سليماني، كما طلب منه ذلك المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في مرسوم التعيين.
وشدد سلامي على أن قاآني سينفذ هذا البرنامج بقوة دافعة أكثر.
تظاهرة ضد ظريف
إلى ذلك، لا تزال تداعيات تصريحات ظريف لمجلة “دير شبيغل” الألمانية متواصلة في إيران، بعد حديثه عن إمكانية التفاوض مع واشنطن بعد اغتيال سليماني، في حال رفع العقوبات.
فبعد أيام من انتقادات لاذعة في مختلف وسائل الإعلام التابعة للمحافظين، نظّم طلبة جامعات، محسوبون على هذا التيار، تجمعاً أمام الخارجية الإيرانية، رفعوا فيها شعارات ضد وزير الخارجية الإيراني، داعين إياه إلى الاعتداز.
ورفع المحتجون، وفقاً لوكالة “فارس” المحافظة، شعارات “لا تسوية لا استسلام، بل المعركة مع أميركا”، و”لا نريد حكومة أميركية”، و”كلامنا واحد: الانتقام الانتقام”، “التفاوض مع العدو خنجر على الوطن”.
من جانبه، أعرب قائد التنسيق بالحرس الثوري الإيراني، العميد محمد رضا نقدي، عن أسفه لـ”حديث قوى سياسية داخلية عن التفاوض” مع أميركا، قائلا إن “ذلك يأتي في حين أن أميركا المجرمة لا تلتزم بأي معاهدة دولية”.
واعتبر نقدي أنّ اغتيال سليماني كان “إحدى ثمار التفاوض مع أميركا”، مؤكداً أن “المفاوضات المؤدية إلى الاتفاق النووي والتفاوض مع واشنطن خلال السنوات الماضية كانت بلا نتيجة”.
وفي الوقت ذاته، هدد نقدي بأنّ بلاده سترد “بكل حزم” على أي “اعتداء خارجي على ترابها”.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد قال، في معرض رده على سؤال لمجلة “دير شبيغل”، نشرته قبل أمس السبت، عما إذا كانت طهران ترفض إمكانية التفاوض مع الولايات المتحدة بعد اغتيالها سليماني، قال ظريف: “لا. أنا لن استبعد أن يغير الناس توجههم ويقبلوا بالحقائق. لا يهمنا من يحكم البيت الأبيض. لكن ما يهمنا هو سلوكهم وإدارة ترامب يمكنها تصحيح ماضيها ورفع العقوبات والعودة إلى طاولة المفاوضات، ونحن ما زلنا باقين على طاولة التفاوض وهم تركوها”.
العربي الجديد