في السابق كانت علاقات ألمانيا المهادِنة لروسيا هي التي تفرق بين موقفي برلين وباريس داخل الاتحاد الأوروبي، لكن منذ بداية الصيف الحالي يبدو أن الموقف من تركيا -في أزمتها مع اليونان- محل خلاف بين هذين البلدين الكبيرين.
هذا ما ذكرته المحررة بصحيفة لوفيغارو Le Figaro الفرنسية إيزابيل لاسير، في تقرير لها حول موقف الاتحاد الأوروبي من أزمة شرق المتوسط بين اليونان وتركيا.
تقول المحررة إن باريس انحازت، في صراع مفتوح مع تركيا، إلى اليونان، رافضة “الأمر الواقع” التركي شرق البحر المتوسط، ومعبرة عن “تزايد الإحباط” من أنقرة.
ولردع تركيا عن مواصلة استكشافاتها للطاقة بالمياه اليونانية، أجرت فرنسا مع اليونان وقبرص وإيطاليا تدريبات عسكرية بالمنطقة، كما كرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الصيف أن التصرفات الدولية لتركيا تساهم في “موت دماغي للناتو” مشددا على أن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “التوسعية” تتعارض مع “المصالح الأوروبية”.
لكن في مواجهة الدول المتشددة تجاه تركيا، وهي فرنسا واليونان وقبرص والتي تهدد بفرض عقوبات جديدة على أنقرة، اتخذت ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا نهجا أكثر تصالحا، وفق ما جاء بتقرير الصحيفة الفرنسية.
وتؤيد برلين، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الحوار والدبلوماسية والوساطة، وقد استقبلت بفتور الحشود العسكرية الفرنسية شرق البحر المتوسط، معتبرة أن هذا النوع من المناورات “لا يساعد في خفض التصعيد”.
وترى لوفيغارو أن هذا يدل على أن اتخاذ موقف موحد بين دول الاتحاد الأوروبي حيال أنقرة لن يكون سهلا، خصوصا أن بعض دول أوروبا الشرقية مثل بولندا والمجر لها علاقات قوية مع تركيا.
وتختتم تقريرها بأن حل هذه الأزمة داخل حلف شمال الأطلسي سيكون صعبا، إذ لم تحصل فرنسا في مساعيها للضغط على تركيا داخل الحلف إلا على تأييد 8 دول من أصل 30، وقد أعرب الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ عن تأييده للجهود الدبلوماسية الألمانية الداعية إلى “الحوار وخفض التصعيد”.
الجزيرة