اتهمت جبهة تحرير تيغراي الإثيوبية دولة الإمارات بدعم الحكومة الإثيوبية في الحرب الجارية، وأكدت أنها قصفت مطار أسمرا في إريتريا، مما استدعى تنديدا أميركيا ومخاوف من تدويل الصراع.
وقال المتحدث باسم جبهة تحرير إقليم تيغراي جيتاتشو رضا إن الإمارات دعمت الحكومة الإثيوبية بالطائرات المسيرة في حربها على الإقليم، مؤكدا أن هذه الطائرات تنطلق من القاعدة الإماراتية العسكرية في عصب بإرتيريا.
كما أكد جيتاتشو استهداف قواته مطار أسمرا الدولي بهجوم صاروخي، وهو المطار الذي كان يستخدم لشن الهجمات على إقليم تيغراي، وفقا للجبهة.
كما أكد زعيم إقليم تيغراي دبرصيون جبراميكائيل أن قواته أطلقت صواريخ على مطار العاصمة الإريترية، مبررا ذلك بتعرض قواته لهجوم “على جبهات عدة”، ومتهما إريتريا بإرسال دبابات وقوات بالآلاف إلى داخل تيغراي.
وأضاف في بيان “تهاجمنا بلادنا بالاستعانة بدولة أجنبية هي إريتريا. (إنها) خيانة!”.
وانقطعت خطوط الهاتف إلى إريتريا، وقال دبلوماسي لرويترز قبل وقت قصير من انقطاع الاتصالات إن سكان أسمرا تحدثوا عن انقطاع الكهرباء وقالوا إن البعض يغادر المدينة خوفا مما قد يحدث.
وندد مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية تيبور ناجي بالهجمات على إريتريا، وقال على تويتر “تستنكر الولايات المتحدة بشدة الهجمات غير المبررة التي شنتها الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على إريتريا يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري ومحاولاتها لتدويل الصراع في تيغراي. نواصل الدعوة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين وتهدئة التوتر واستعادة السلام”.
وأطلق الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني وساطة في بلاده بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تيغراي، حيث أفاد مسؤولون حكوميون بأنه من المرتقب أن يصل إلى أوغندا الاثنين وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين حسن وممثلون للجبهة.
وكان التلفزيون الإثيوبي الرسمي قد نقل السبت بيانا إماراتيا عبرت فيه أبو ظبي عن تضامنها ووقوفها مع الحكومة الإثيوبية في إنفاذ القانون ودعم جهود الحكومة لفرض النظام.
ونقلت رويترز عن عدة لاجئين إثيوبيين وصلوا إلى بلدة حمداييت السودانية السبت أن إريتريا قصفت مناطقهم.
ونفى وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح محمد الأسبوع الماضي أن قواته أرسلت قوات لإثيوبيا، وقال لرويترز “لسنا طرفا في الصراع”.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد أكد أن بلاده قادرة بمفردها على تحقيق أهدافها العسكرية في إقليم تيغراي، في حين تتواصل المواجهات العسكرية في الإقليم بين الجيش الفدرالي وقوات جبهة تيغراي.
هجوم مسلح
في الأثناء، أفادت لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية المستقلة بمقتل 34 شخصا في هجوم مسلح استهدف حافلة ركاب في إقليم بني شنقول- قماز شمالي غربي إثيوبيا السبت، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وأفادت أنباء محلية في إثيوبيا بمقتل عدد كبير من المدنيين أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالإقليم نفسه على يد مجموعات مسلحة.
من جهة أخرى، أشارت الأمم المتحدة وجهات أخرى إلى أن هناك كارثة إنسانية تلوح في الأفق، وقالت إن الاتصالات ووسائل النقل مقطوعة بالكامل تقريبا في تيغراي، حيث يتعرض ملايين الناس للخطر نظرًا لانخفاض كمية الغذاء والوقود وإمدادات أخرى.
وفر حوالي 25 ألف لاجئ من تيغراي إلى السودان المجاور هربا من المعارك، حيث يحتشد لاجئون، ونصفهم تقريبًا من الأطفال، في خيام مؤقتة وتحت مظلات، في وقت تسارع فيه السلطات السودانية لتنظيم عملية توزيع المساعدات.
وطالب مفوض السودان لشؤون اللاجئين عبد الله سليمان المنظمات العالمية والمجتمع الدولي بتقديم الدعم للاجئين، محذرا من أن الأوضاع في “تفاقم مستمر”.
وأفاد مصدر في الحكومة السودانية بأن ما يصل إلى 200 ألف إثيوبي قد يلتمسون المأوى في السودان.
المصدر : الجزيرة + وكالات