مسرور بارزاني في بغداد لحل مشكلة الرواتب

مسرور بارزاني في بغداد لحل مشكلة الرواتب

بغداد- يسعى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، خلال زيارته إلى بغداد ولقائه طيفا واسعا من المسؤولين الحكوميين والكتل البرلمانية، إلى حل مشكلة الرواتب التي بات تأخرها دون مبرر ورقة ضغط داخلي على الإقليم.

وأوشكت الأزمة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وبين إقليم كردستان على الانتهاء من خلال الاتفاق على حل تنزيل الرواتب وعلى مقدار الميزانية، وكذلك موعد الانتخابات، لكن جهات من داخل التحالف الحكومي، الذي يقوده الإطار التنسيقي، كانت تعرقل التنفيذ دون إبداء أي مبرر، ما يوحي بوجود خطة للضغط على الإقليم وإحراجه شعبيا بورقة الرواتب ليقدم المزيد من التنازلات وخاصة في موضوع تصدير النفط المتوقف منذ أشهر.

وقال مسرور بارزاني، الخميس، إن هدف زيارته إلى بغداد هو التأكيد على ضمان حقوق شعب كردستان ومعالجة الخلافات الموجودة عبر الحوار وعلى أساس الدستور، مثلما جاء في نص تغريدته على منصة إكس.

ويشعر قادة الإقليم بأن حكومة محمد شياع السوداني ليست هي صاحبة القرار. وفيما تعلن الحكومة الاتحادية عن التزامها بدفع الرواتب، تتحرك جهات أخرى لعرقلة التفاهمات وخلط الأوراق.

وفي فبراير الماضي ألزمت المحكمة الاتحادية العليا، أعلى هيئة قضائية في العراق، بغداد بدفع رواتب الموظفين الحكوميين في الإقليم بشكل مباشر بدلا من المرور عبر السلطات المحلية التي طالما تأخرت في صرفها.

لكن القرار القضائي لم يتم تنفيذه بشكل منتظم، حيث لم تتسلم أغلبية القوات الأمنية في إقليم كردستان رواتب شهر أبريل الماضي، ولم تحصل حكومة الإقليم على أي تأكيد بشأن موعد تنزيل الرواتب، ما دفع رئيس حكومة الإقليم إلى الذهاب إلى بغداد.

وفيما تقول الحكومة الاتحادية إن وزارة مالية الإقليم لم ترسل قوائم البيشمركة ومختلف الأجهزة الأمنية إلى الحكومة، يقول بارزاني إنه تم “تزويد بغداد بالمعلومات اللازمة من قبل الجهات المعنية”.

◄ قادة الإقليم يشعرون بأن حكومة السوداني ليست صاحبة القرار، وأنها حين تلتزم بدفع الرواتب تتحرك جهات أخرى للعرقلة

وكانت لإقليم كردستان مصادر تمويل مستقلة عن بغداد لسنوات متأتية من صادراته النفطية عبر تركيا، والتي كان يقوم بها دون موافقة الحكومة المركزية.

لكن منذ مارس 2023 توقفت تلك الصادرات جراء قرار هيئة التحكيم في غرفة التجارة الدولية في باريس التي حكمت لصالح العراق في نزاعه مع تركيا بهذا الشأن.

ووافقت أربيل لاحقا على أن تمر مبيعات نفط الإقليم عبر بغداد، مقابل الحصول على نسبة من الموازنة الاتحادية. لكن الاتفاق لم ينفذ بعد.

ولم يخف مسرور بارزاني، في تصريحات سابقة، مخاوفه من وجود “مخططات عديدة تهدف إلى تقويض كيان إقليم كردستان بشتى الوسائل”، مشددا على أن “إنشاء كردستان لم يكن هدية أو معروفا، بل كان ثمرة كفاح طويل”.

وبعث برقية إلى الرئيس الأميركي جو بايدن يشكو فيها من الضغوط التي تمارسها حكومة بغداد ويطلب منه التدخل العاجل لإنقاذ الإقليم من “انهيار نهائي”.

وتناولت مباحثات بارزاني في بغداد “تعزيز التعاون والتنسيق المشترك، بما يضمن الأمن والاستقرار للعراق وإقليم كردستان”، مثلما جاء في بيان لحكومة الإقليم.

ويرى مراقبون أن المشكلات الأمنية أحد عناصر الخلاف الكبرى، وتحتاج إلى الحوار والوضوح بين الطرفين، وإلى لقاءات مع مختلف الفرقاء.

وكثيرا ما مثّلت التهديدات الأمنية لإقليم كردستان العراق أحد مظاهر الضغط التي سلّطتها قوى شيعية عراقية على الإقليم من خلال قيام ميليشيات مرتبطة بتلك القوى وذات علاقة وطيدة بإيران بتوجيه صواريخ وطائرات مسيرة إلى أهداف في أربيل وغيرها من مناطق الإقليم، الأمر الذي مثّل تهديدا مباشرا لاستقراره.

والتقى مسرور بارزاني، الخميس، مع زعيمي عصائب أهل الحق قيس الخزعلي ومنظمة بدر هادي العامري ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض.

وجاء في بيان لرئاسة حكومة الإقليم أن بارزاني تبادل في لقائه مع الخزعلي التطورات والمتغيرات على الساحة العراقية ومساعي حل المشكلات بين الحكومتين الاتحادية وحكومة الإقليم وأهمية توفير الحقوق والاستحقاقات المالية لشعب كردستان استنادا إلى مبادئ الدستور.

وذكر بيان آخر أن بارزاني والعامري اتفقا على مواصلة التنسيق والتعاون المشترك بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية بهدف حل المشاكل العالقة.

وقال بيان لهيئة الحشد الشعبي إن فياض استقبل بارزاني، وبحث معه التنسيق المشترك بين المركز والإقليم لاسيما على المستويين الأمني والعسكري.

وشدد الجانبان على أهمية التنسيق المشترك بين القوات الأمنية بكافة صنوفها لإدامة الاستقرار الأمني، فضلا عن دعم الجهود الحكومية في الجانب الخدمي.

العرب