استمر تعافي الاقتصاد الصيني مطلع العام، ولكن بوتيرة أبطأ حيث أثر ظهور فيروس كورونا مجدداً في أجزاء من البلاد على معنويات الأعمال، وأفرز انخفاضاً حاداً في قطاع الخدمات.
وكان الاقتصاد الصيني قد شهد انتعاشاً في العام الماضي وتسارعاً بارزاً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020، عندما نما بنسبة 6.5 في المئة عن العام السابق، متجاوزاً توقعات المحللين بنمو 6.2 في المئة، وبما يتماشى مع معدل النمو المسجل في نهاية عام 2019.
وفي الأسبوع الماضي، أكدت مصلحة الدولة للإحصاء نمو أرباح الشركات الصناعية الصينية للشهر الثامن على التوالي في ديسمبر (كانون الأول)، مما يشير إلى انتعاش مستدام مع خروج قطاع التصنيع بسرعة من الركود الذي خلفه فيروس كورونا، وسجلت أرباح الشركات الصينية زيادة بنسبة 20.1 في المئة على أساس سنوي في ديسمبر إلى 707.11 مليار يوان (109.3 مليار دولار أميركي)، بعد ارتفاعها بنسبة 15.5 في المئة في نوفمبر (تشرين الثاني).
وبحسب دراسة استقصائية رصدت مدى تفاؤل أصحاب المصانع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم أوردتها “ساوث تشاينا مورننغ بوست”، تراجعت مستويات التفاؤل إلى 51.3 نقطة الشهر الماضي من نقطة 51.9 في ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً للمكتب الوطني للإحصاء الصيني. وكانت قراءة ديسمبر أقل من متوسط التنبؤ في استطلاع للمحللين أجرته “بلومبيرغ”، توقع انخفاضاً طفيفاً إلى 51.5 نقطة، وانخفض مؤشر مديري المشتريات الصيني غير التصنيعي وهو مقياس للميول في قطاعي الخدمات والبناء إلى 52.4 نقطة في يناير (كانون الثاني)، بانخفاض عن قراءة ديسمبر عند 55.7 نقطة وأقل بكثير من توقعات المحللين لانخفاض أقل إلى 55.0 نقطة.
وضمن مؤشر مديري المشتريات غير التصنيعي، انخفض المؤشر الفرعي لقطاع البناء إلى 60.0 نقطة في يناير (كانون الثاني) من 60.7 نقطة في ديسمبر، بينما انخفض مؤشر أنشطة الأعمال في قطاع الخدمات إلى 51.1 نقطة من 54.8 نقطة. وتشير القراءة فوق 50.0 نقطة إلى نمو نشاط القطاع، بينما تشير القراءة أسفل 50.0 نقطة إلى الانكماش. وكلما ارتفعت القراءة فوق 50 نقطة، كانت وتيرة التوسع أسرع.
كورونا وإنتاج وتشغيل الشركات الصينية
في سياق متصل انخفض مؤشر مديري المشتريات الرسمي المركب- وهو مزيج من المؤشرات التصنيعية وغير التصنيعية- إلى 52.8 نقطة في يناير من 55.1 نقطة في ديسمبر الماضي.
وقال كبير الإحصائيين في المكتب الوطني للإحصاء تشاو تشينغ خه في بيان مرفق، إن عودة ظهور وباء كورونا “كان له تأثير معين على إنتاج وتشغيل بعض الشركات” في القطاع الصناعي. كما أشار إلى أن إجازة رأس السنة القمرية الجديدة، كانت “في غير موسمها التقليدي” للقطاع، وبالتالي كان لها تأثير على الإنتاج.
وانخفض زخم النمو في صناعة الخدمات، متأثراً بالتجمعات الوبائية المحلية، كما انخفض مؤشر النشاط التجاري لصناعة الخدمات بنسبة 3.7 نقطة مئوية عن الشهر الماضي، بنسبة 51.1 في المئة. على الرغم من أن صناعة الخدمات لا تزال تحافظ على اتجاه الانتعاش، فإن مستوى المعنويات قد انخفض، وقال تشاو “في قطاع الخدمات، أظهر القطاع الفرعي للفنادق والمطاعم والثقافة والرياضة والترفيه وخدمات المقيمين تقلصات في النشاط”.
تباطؤ الخدمات اللوجستية
إضافة إلى ذلك، تباطأت الخدمات اللوجستية في بعض المناطق، أخيراً، إلى جانب انخفاض الأعمال والسفر الشخصي، وانخفض مؤشر النشاط التجاري للنقل البري والنقل الجوي وغيرها من الصناعات إلى ما دون النقطة الحرجة، مع تقلص النشاط الصناعي.
ولفت تشاو إلى أن نشاط البناء يرجع جزئياً إلى انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء وقرب عطلة عيد الربيع، ونما اقتصاد الصين بنسبة 2.3 في المئة في عام 2020، وهو أدنى معدل نمو منذ عام 1976، ولكن من المتوقع أن يكون الاقتصاد الرئيس الوحيد الذي شهد نمواً خلال العام الماضي بسبب فيروس كورونا.
كفاية أولير
اندبندت عربي