انتهت الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق وأعلنت نتائج الجولة ببيان مشترك أوضح الأسس الرئيسية التي تم مناقشتها على جميع الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والعلمية والثقافية والصحية واتفاق الجانبين على العديد من المواضيع الحيوية بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين ويرسم صورة مستقبلية من توطيد أواصر العلاقة بينهما ومنها مسألة بقاء القوات الامريكية وتحديد برنامج زمني عبر نافذة فنية يحددها البلدين على ضوء المستجدات القائمة في العراق .
أفاق الاتفاق المرحلي في الجانب العسكري الأمني أكد على أن القوات الامريكية ستكون ( للتدريب المشترك وتقديم العون والمشورة والتعاون في مجالات الدعم اللوجستي واعداد برامج التسليح ) للقوات العسكرية والأمنية العراقية وتحقيق الأهداف المشتركة في مواجهة الإرهاب وقواعده التخريبية في العراق ، والجانب العراقي يؤكد التزامه بحماية مقرات البعثات الدبلوماسية والأماكن والقواعد العسكرية وقوافل الامداد والتنقل لقوات التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية ومنع استهدافها بعد ازدياد العمليات التعرضية التي طالتها في الأشهر الماضية.
بعد 25 ساعة من انتهاء مباحثات الجولة الثالثة أعلنت خلية الاعلام الأمني أنها تمكنت وفي الساعة 2145 من يوم الخميس 8 نيسان 2021 من احباط هجوما على قاعدة عين الأسد الجوية بعدالعثور على عجلة نوع (هينو) حمل متوقفة على مسافة من طريف هيت -البغدادي تحديدا منطقة ( البسطامية) شرق قاعدة عين الأسد الجوية وعثر بداخلها على قاعدة صواريخ محورة تحتوي على (24) صاروخا وملابس عسكرية بعد مشاهدتها من قبل أحدى دوريات لواء المشاة 29 التابع للفرقة السابعة ضمن قاطع عمليات الجزيرة .
تابع مركز الروابط للدراسات الاستراتيجية والسياسية بإهتمام بالغ هذا الحدث للوقوف على الأهداف والنوايا التي وراءه ويمكن أن نحددها في المعطيات التالية أخذين بنظر الاعتبار استمرار عمليات البحث والتفصي وعدم اعلان نتائج التحقيق الميداني من قبل الجهات المسؤولة :
1.ان وجود العجلة في منطقة (البسطامية) يؤشر حرية حركة وتنقل القائمين على اعداد هذه العملية أو المكلفين بتنفيذها ولديهم القدرة على الاستطلاع واختيار المكان المناسب لتحقيق الغرض الاستخباري والعملياتي وتحقيق الغاية الأساسية من العملية واجتياز العديد من السيطرات الواقعة على الطرق الرئيسية ضمن قاطع العمليات.
2.كمية الصواريخ التي عثر عليها داخل العجلة وقاعدة الصواريخ المحورة تؤكد النوايا الحقيقية في احداث خسائر كبيرة داخل قاعدة عين الأسد الجوية وتحقيق الغرض والهدف السياسي والأمني من تنفيذ العملية باحداث صدى اعلامي يلاقي اهتمام الاجهزة والمؤسسات الاعلامية والفضائيات المرئية بعد الجولة الثالثة للحوار الاستراتيجي .
3.اصرار الجهة المسؤولة عن التنفيذ باستهداف المواقع والقواعد العسكرية للقوات الامريكية والتأثير على نتائج الحوار بين واشنطن وبغداد واحراج الحكومة العراقية واثبات عدم قدرتها على تطويق واحتواء مثل هذه العمليات التعرضية وملاحقة المنفذين لها الساعين لتحقيق منافع وأغراض تخدم مصالح اقليمية وتؤثر على سلامة الأمن القومي والوطني للعراق .
4.تسعى الجهات المنفذة للعملية على اثبات قدرتها العالية وامكانياتها في التحرك والتنقل واختيار الأهداف الحيوية وتوجيه ضربات محددة على القواعد والأماكن العسكرية التي تتواجد فيها قوات امريكية أو قوات تابعة لقيادة التحالف الدولي ضمن سياق سياسة موجهة وبرنامج تنفيذي على الأرض والميدان العراقي.
5.جاءت عملية السيطرة على الصواريخ الموجهة والقريبة من قاعدة عين الأسد متزامنة مع التهديدات التي طالت رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي والقائمين على الحوار الاستراتيجي بضرورة ادراج عملية اخراج القوات الامريكية من الاراضي العراقية والا فإنها سيكون لديها موقفا واضحا وصريحا عبر ضربات كبيرة ومحددة .
6.سبق هذا الاستهداف أن قامت مليشيات مسلحة وبتاريخ 3أذار 2021 باطلاق ( 10) صواريخ نوع (كراد) باتجاه قاعدة عين الأسد وجميعها سقطت في محيط القاعدة وأدت الى وفاة متعاقد مدني مع التحالف الدولي جراء أزمة قلبية وجاءت متزامنة مع القصف الصاروخي الذي طال مدينة أربيل ومحيطها والمطار الدولي فيها بتاريخ 15 شباط 2021.
ماذا لو تم قصف القاعدة الجوية بهذا العدد الكبير من الصواريخ وماذا كان سينتج عنها من اجراءات تقوم بها الادارة الامريكية ووزارة الدفاع والدوائر الاستخبارية التابعة لها ومن سيكون المتضرر الحقيقي نتيجة استمرار هذه العمليات وماذا سيكون موقف الحكومة العراقية والوسائل التي ستتبعها والاجراءات المطلوب القيام بها تنفيذا للاتفاق الذي حصل في الجولة الثالثة للحوار ؟؟؟
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية