الصراع على مضيق تايوان: احتدام التوتر الصيني ـ الأميركي

الصراع على مضيق تايوان: احتدام التوتر الصيني ـ الأميركي

يستمر التوتر في التصاعد بين الصين وتايوان، في ترجمة لأزمة أكثر ارتباطاً بالخلاف الأميركي ـ الصيني، خصوصاً مع ابتعاد الرئيس جو بايدن مسافة عن الصين، بعد صراع سابق بين بكين وإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. ويُعتبر الملف الصيني من نقاط الالتقاء النادرة بين الإدارتين الأميركيتين السابقة والحالية، خصوصاً بعد الحرب التجارية التي احتدمت بين بكين وواشنطن. ويشهد مضيق تايوان حركة ميدانية مكثفة، تشي بسخونة المرحلة الحالية. فقد احتجت الصين، أمس الخميس، على عبور حاملة الطائرات الأميركية “جون ماكين” مضيق تايوان. وأفاد المتحدث باسم قيادة عمليات المنطقة الشرقية للجيش الصيني، تشانغ تشونهوي، في بيان، بأن الصين تعقبت ورصدت حاملة الطائرات الأميركية خلال مرورها أول من أمس الأربعاء. وأضاف أن الخطوة الأميركية أرسلت “إشارة خاطئة” إلى حكومة تايوان، و”عرقلت بشكل متعمد الوضع الإقليمي، من خلال تعريض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان للخطر”. وشدّد على معارضة الصين لهذه الخطوة، لافتاً إلى أن القوات الصينية “سترد باحتياطات ويقظة صارمة”.

اتهمت الصين أميركا بتحفيز النوايا الاستقلالية لتايوان

بدوره، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في إفادة يومية، أن السفن الأميركية تشارك في “استفزازات توجّه رسائل خاطئة وخطرة لقوى الاستقلال في تايوان، وتهدد السلام والأمن في مضيق تايوان”. وسأل “هل تذهب سفينة حربية صينية إلى خليج المكسيك لتقوم باستعراض للقوة؟”. مع العلم أن خمس سفن حربية صينية اقتربت من مضيق بيرنغ، لجهة ولاية ألاسكا الأميركية عام 2016، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وسبق للبحرية الأميركية أن أعلنت “عودة حاملة الطائرات ثيودور روزفلت ومجموعتها الهجومية، إلى بحر الصين الجنوبي يوم السبت الماضي، لإجراء عمليات روتينية”، وهي المرة الثانية التي تدخل فيها هذه المجموعة الممر المائي الاستراتيجي هذا العام، وهو لبّ الصراع بين واشنطن وبكين. من جهتها، أفادت البحرية الأميركية بأن “حاملة الطائرات جون ماكين أجرت عملية عبور روتينية عبر مضيق تايوان في 7 إبريل/نيسان الحالي، عبر المياه الدولية وفقاً للقانون الدولي”. ويأتي عبور حاملة الطائرات “جون ماكين” بعد إعلان الصين يوم الإثنين الماضي، أن حاملة الطائرات “لياونينغ” والسفن المرتبطة بها، تجري تدريبات بالقرب من تايوان، تهدف إلى مساعدة (تايوان) على “حماية السيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية”. وهي مصطلحات تُفسر غالباً على أنها موجهة إلى القيادة التايوانية، التي رفضت الاستسلام لمطالب بكين بالاعتراف بالجزيرة كجزء من الأراضي الصينية. وشكت تايوان من تكرار أنشطة الصين العسكرية في الأشهر القليلة الماضية، مع توغل القوات الجوية الصينية يومياً تقريباً في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية، مع عبور 15 طائرة صينية المجال التايواني، أول من أمس الأربعاء. وعبّرت الولايات المتحدة عن قلقها مما وصفته بـ”نمط من الترهيب تتبعه الصين في المنطقة ويشمل تايوان”. وقالت إن التزامها تجاه تايوان “ثابت كالصخر”. وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، مساء أول من أمس الأربعاء، عن “قلق” الخارجية الأميركية من هذه المناورات.

أعربت الخارجية الأميركية عن “قلقها” الخارجية من المناورات الصينية

وقال إن “الولايات المتحدة تحتفظ بقدرتها على مقاومة أي قوة أو أي شكل آخر من الإكراه، يعرض الأمن أو النظام الاجتماعي أو الحياة الاقتصادية لشعب تايوان للخطر”. وتطرق إلى قانون أميركي يحدد العلاقات مع تايوان ويحمل اسم “قانون علاقات تايوان”، الذي يلزم واشنطن تزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها ضد بكين. ولا تقتصر المسألة على تايوان فحسب بل تشمل الفيليبين، مع تأكيد برايس للصحافيين أن “هجوماً مسلحاً على القوات العسكرية الفيليبينية أو السفن أو الطائرات في المحيط الهادئ بما في ذلك بحر الصين الجنوبي، سيؤدي إلى تفعيل التزاماتنا بموجب معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفيليبين”. وأضاف برايس: “نشاطر حلفاءنا الفيليبينيين مخاوفهم بشأن المعلومات عن تجمع مستمر للقوات البحرية لجمهورية الصين الشعبية بالقرب من شعاب ويتسون ريف”. ورصد خفر السواحل الفيليبيني نحو 220 سفينة صينية في 7 مارس/آذار الماضي، بالقرب من هذه الشعاب المرجانية المتنازع عليها، والتي تقع على بعد حوالي 320 كيلومتراً غربي جزيرة بالاوان الفيليبينية، لكن معظمها منتشر منذ ذلك الحين في جميع أنحاء أرخبيل سبراتليز. وترفض بكين منذ أسابيع سحب سفنها من بحر الصين الجنوبي الغني بالموارد، بينما تقول مانيلا إنها دخلت بشكل غير قانوني منطقتها الاقتصادية الحصرية.

(أسوشييتد برس، فرانس برس، رويترز)