أوتاوا – أدانت كندا سلوك طهران “غير الأخلاقي” منذ أن أسقطت القوات الإيرانية طائرة ركاب العام الماضي، مما أسفر عن مقتل 176 شخصا من بينهم العشرات من الكنديين، وتعهدت بمواصلة الضغط للحصول على إجابات بشأن ما حدث بالفعل.
وقال وزير الخارجية الكندي مارك جارنو أمام لجنة من أعضاء البرلمان تقوم بدراسة ما حدث، إن “سلوك الحكومة الإيرانية كان بصراحة غير أخلاقي خلال الخمسة عشر شهرا الماضية، وسنواصل ملاحقتها حتى تتحمل المسؤولية”.
وتعد التصريحات التي أدلى بها جارنو من بين أقوى التصريحات الصادرة عن أوتاوا بشأن كارثة يناير 2020.
وكان الحرس الثوري الإيراني أسقط طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران. وقالت إيران حينها إن قواتها كانت في حالة تأهب قصوى خلال مواجهة إقليمية مع الولايات المتحدة.
وكانت إيران تشعر بقلق بسبب احتمال تعرضها لهجمات، بعد أن أطلقت صواريخ على قواعد عراقية تضم قوات أميركية، ردا على مقتل قاسم سليماني أقوى قادتها العسكريين لها في هجوم صاروخي أميركي على مطار بغداد قبل أيام.
وشكا جارنو من أن إيران لم تسلم مسجلي الرحلة لتحليلهما بشكل مستقل، إلا بعد ضغوط استمرت شهورا. وقال إن طهران لم تشرح بعد سبب عدم إغلاق المجال الجوي في ذلك الوقت.
وفي مارس أنحت هيئة الطيران المدني الإيرانية باللوم في الحادث على انحراف رادار وخطأ أحد مشغلي الدفاع الجوي. ووجهت إيران لائحة اتهام إلى عشرة مسؤولين.
وانتقدت أوكرانيا وكندا التقرير في ذلك الوقت باعتباره غير كاف، لكن جارنو ذهب إلى أبعد من ذلك الخميس وقال إنه “غير مقبول تماما… إنهم يلقون باللوم على بعض الأشخاص ذوي الرتب الصغيرة الذين يشغلون بطارية صاروخية ولا يحاسبون القيادات”.
وفبراير الماضي كشف تقرير لشبكة “سي.بي.سي.نيوز” الكندية من خلال تسجيل صوتي سري لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، كان يتحدث فيه باللغة الفارسية عن احتمال أن يكون تدمير الطائرة الأوكرانية “عملا متعمدا”.
وأشار ظريف إلى أنه لن يتم الكشف عن الحقيقة من قبل أعلى المستويات في الحكومة الإيرانية.
وقال وزير الخارجية الإيراني كذلك خلال التسجيل إن هناك ألف احتمال لتفسير سبب إسقاط الطائرة، بما في ذلك هجوم شارك فيه متسللون، مشيرا إلى أن هذا السيناريو “ليس مستبعدا على الإطلاق”.
وتابع الرجل “هناك الكثير من الأسباب لعدم الكشف عن الحقيقة… لن يخبرونا ولن يخبروا أي شخص آخر، لأنهم إذا فعلوا ذلك ستفتح بعض الأبواب أمام أنظمة الدفاع في البلاد، وذلك لن يكون من مصلحة الأمة”.
وعلى الرغم من الالتزامات الدولية التي تنص على ضرورة تحليل الصناديق السوداء “دون تأخير”، فإن إيران لم تمض قدما في هذه العملية إلا بعد ستة أشهر من تحطم الطائرة.
واقترحت إيران تعويضا قدره 150 ألف دولار لكل أسرة من أسر الضحايا، لكن كندا رفضت هذا العرض، وقال رالف جودال المستشار الخاص لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن إيران ليس لها الحق في تقديم تعويضات لعائلات الضحايا من جانب واحد.
وفي 8 يناير 2020، سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز “بوينغ 737” في طهران بعد دقائق من إقلاعها، ما أسفر عن مصرع 176 شخصا.
وأعلنت وزارة المواصلات الكندية من قبل مقتل 57 من مواطنيها كانوا على متن الطائرة.
وبعد أيام من إنكار مسؤوليتها عن الحادث، أقرت هيئة الأركان الإيرانية في بيان بأن منظومة دفاع جوي تابعة لها أسقطت طائرة الركاب، إثر “خطأ بشري” لحظة مرورها فوق “منطقة عسكرية حساسة”.
العرب