قالت شركة الاستشارات “أليكس بارتنرز” (AlixPartners)، إن العجز العالمي في رقائق أشباه الموصلات سيكبد شركات صناعة السيارات فاقدا في الإيرادات بقيمة 110 مليارات دولار هذا العام، وذلك ارتفاعا من تقدير سابق عند 61 مليارا، إذ تتوقع أن تؤثر الأزمة على إنتاج 3.9 ملايين سيارة.
وقالت الشركة، اليوم الجمعة، إن أزمة الرقائق تؤكد حاجة شركات صناعة السيارات لأن تكون “استباقية” في الوقت الحالي، وأن تخلق “مرونة في سلاسل التوريد” على مدى أطول لتجنب اضطرابات في المستقبل.
كانت شركات صناعة السيارات في الماضي تبرم اتفاقيات توريد مباشرة مع منتجي مواد خام محددة، منها معادن نفيسة مثل البلاديوم والبلاتين اللذين يستخدمان في أنظمة تنقية العوادم.
وبدأ تبني النهج الأكثر مباشرة للحصول على إمدادات المعادن النفيسة بعد اضطرابات فيما يتعلق بالعرض والسعر في تلك السوق.
وقال مارك ويكفيلد الرئيس المشارك لقسم السيارات العالمية في أليكس بارتنرز، إن شركات صناعة السيارات تتطلع الآن لأن تكون لها علاقات مباشرة مع صناع أشباه الموصلات. وأضاف “ظهرت هذه الأمور بشكل مفاجئ”.
وأوضح ويكفيلد أن شركات صناعة السيارات كانت في السابق تتردد في القيام بالتزامات طويلة الأجل لشراء أشباه الموصلات أو غيرها من المواد الخام وتحمل الالتزامات المالية المرتبطة بمثل هذه الاتفاقات.
وأكد أنه في الوقت الحالي فإن الخطر الحقيقي يتعلق بفاقد الإنتاج بسبب عجز أشباه الموصلات.
من ناحية أخرى، قالت “فورد موتور” (Ford Motor)، أمس الخميس، إنها تعيد تصميم أجزاء سيارات لاستخدام رقائق يكون الحصول عليها أكثر سهولة، وذلك على خلفية العجز العالمي في أشباه الموصلات.
استثمارات ضخمة
في الأثناء، دفع النقص العالمي في أشباه الموصلات شركة سامسونغ (Samsung) إلى زيادة استثماراتها بشكل ضخم في تكنولوجيا الرقائق، الضرورية لصناعة المنتجات الاستهلاكية اليومية، وفي مجال الذكاء الاصطناعي.
وقالت شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة، إنها تعتزم استثمار 171 تريليون وون (151 مليار دولار) بحلول عام 2030 “لتسريع وتيرة البحث في تكنولوجيا التشغيل القائمة على أشباه الموصلات المتطورة وإقامة منشأة إنتاج جديدة”.
يأتي ذلك في أعقاب تخصيص الشركة 133 تريليون وون في أبريل/نيسان 2019 لصناعة الرقائق.
وقالت سامسونغ، في بيان، إنها تريد أن تكون رائدة عالميا في صناعة الشرائح المنطقية المستخدمة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس والقيادة الذاتية.
وأضافت أنها عملت مع شركات تصميم أشباه الموصلات ومنتجي قطع الغيار وموردي المعدات والمؤسسات البحثية على مدار العامين الماضيين لتحقيق هذا الهدف.
المصدر : الألمانية + رويترز