تشهد محافظة درعا جنوبي سوريا حربا حقيقية منذ ساعات صباح الخميس الأولى، انطلاقا من الريف الشرقي للمحافظة مرورا بالمدينة وصولا إلى الريف الغربي، بين القوات الحكومية والأجهزة الأمنية التابعة لها من جهة، ومسلحين محليين من جهة أخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وهذه الاشتباكات الواسعة تعد الأعنف والأكبر منذ سيطرة قوات الحكومة السورية، على كامل محافظة درعا قبل نحو 3 سنوات.
ويقول رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حوار مع “سكاي نيوز عربية” إن “الاشتباكات عنيفة طيلة اليوم، حيث بلغ عدد أسرى النظام نحو 50 وقتلاه 8، فيما بلغ عدد قتلى المسلحين 7، وقد تم السيطرة من قبل المقاتلين المحليين على 11 قرية وبلدة في المنطقة، والسيطرة على عدد من حواجز النظام”.
ويضيف عبد الرحمن: “هذه الاشتباكات العنيفة تأتي بعد حصار النظام المستمر لمدينة درعا، وذلك في محاولة من المقاتلين لتشتيت قوات النظام وفك الحصار عن المدينة، والوضع متوتر وقابل للاشتعال أكثر”.
ويردف مدير المرصد السوري: “ثمة محاولات روسية للتهدئة، فهذه أعنف صدامات تحصل في المنطقة منذ سيطرة النظام عليها بموجب التفاهمات الروسية الأميركية، التي بموجبها تم نقل المسلحين داخلها لمناطق الاحتلال التركي شمال سوريا”.
ويتابع: “هؤلاء المسلحون هم من الذين قبلوا المصالحة مع النظام، وبقوا في المنطقة مع سلاح خفيف، ومع حدوث هذه الاشتباكات يظهر أن الأسلحة الثقيلة لم تسلم كلها آنذاك، كما هو مفترض حسب تلك المصالحات”.
ويرى الكاتب المختص في الشؤون السورية سرتيب جوهر، في لقاء مع “سكاي نيوز عربية” أن “هذه الاشتباكات العنيفة والواسعة في درعا، تثبت هشاشة الوضع السوري، وقابليته للانفجار أكثر مما هو متفجر، فبعد أعوام من المصالحة والتهدئة، ها هي الأمور تكاد تعود لنقطة الصفر”.
ويضيف جوهر: “المعادلات في سوريا معقدة ومتداخلة بشكل عصي على التعقل، ولا يمكن التنبؤ بوجهة الأحداث في هذا البلد بعد عقد من الحرب التي رغم تراجعها، لكن النيران لا زالت متقدة تحت رمادها، والدليل ما يحصل الآن في درعا”.
وتفيد مصادر مطلعة على الوضع الميداني في درعا، في تصريح إلى “سكاي نيوز عربية” “أن رفض مقاتلين متطرفين الخروج لمناطق الاحتلال التركي في شمال البلاد، هو الذي أشعل فتيل هذه الجولة من الاشتباكات”.
ولم تستبعد تلك المصادر وجود أياد خارجية تعمل على توتير الوضع في جنوب سوريا مجددا، والذي هو مستقر نسبيا قياسا بالوضع السوري العام المتفجر، وأن الهدف هو إعادة خلط الأوراق وتوتير الأوضاع أكثر في البلاد.
الشرق الاوسط / سكاي نيوز