واصلت قوى سياسية وفصائل مسلّحة توصف بأنها حليفة لطهران في العراق، تحشيد أتباعها للتظاهر ضد نتائج الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من الشهر الحالي، وأظهرت تراجعاً كبيراً لها على حساب قوى سياسية، أبرزها المستقلون والمدنيون الذين بلغ مجموع مقاعد البرلمان التي حصلوا عليها قرابة الـ 49 مقعداً من أصل 329، وسط استمرار الاستنفار في صفوف القوات العراقية التي انتشرت بكثافة في العاصمة بغداد وبقية المحافظات.
وشهدت بغداد ومحافظات جنوبية، أمس الأحد، تظاهرات لما بات يُعرف بـ “الإطار التنسيقي الشيعي” الذي يضم قوى سياسية خاسرة في الانتخابات، بالإضافة إلى “ائتلاف دولة القانون” بزعامة نوري المالكي الذي اعترض هو الآخر على النتائج، على الرغم من حصول ائتلافه على 34 مقعداً.
وقام المتظاهرون بحرق إطارات السيارات في الطرق، وإطلاق تهديدات ضد مفوضية الانتخابات، كما دخل بعض المتظاهرين في مشادات كلامية مع عناصر أمنية حاولت منع عمليات قطع الطرق.
وتوجه المالكي، مساء الأحد، إلى المعترضين على الاحتجاج السلمي، قائلاً في بيان: “إلى المواطنين الكرام، أخاطبكم في لحظة حرجة خطيرة من مسارات العملية السياسية، وأرجو أن تكون اعتراضاتكم على نتائج الانتخابات بوقفة احتجاجية سلمية تحافظ على الأمن والنظام، ولا يستثمرها مثيرو الشغب، لأن هذا يتنافى مع دعواتنا وجهودنا لفرض الأمن والاستقرار”.
كما دعت مليشيا “كتائب حزب الله” العراقية قوات الأمن إلى حماية تظاهرات أنصار “الإطار التنسيقي”، وعدم الاعتداء على أحد منهم مطلقاً.
تقارير عربية
العراق: فصائل مسلحة تحرك أنصارها للاحتجاج على نتائج الانتخابات
وطالب المتحدث باسم المليشيا أبو علي العسكري في بيان نشره على قناته في “تلغرام”، بمحاسبة رئيس الوزراء بحكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي على ما وصفه بـ “التواطؤ مع الأعداء لتزوير الانتخابات”.
وتابع: “نؤيد وندعم حق التظاهر السلمي، ونوصي بحفظ مؤسسات الدولة، وعدم الإضرار بالممتلكات الخاصة والعامة، وألا يتركوا مجالاً للمخربين، لاستغلال هذه الفعاليات”، محذراً بالقول: “يجب العمل بأسرع وقت لإعادة حقوق الناخبين ومرشحيهم، وإلا فإن الأمور ذاهبة إلى ما لا تحمد عقباه”.
واتهمت عضو تحالف “الفتح” (الجناح السياسي لفصائل الحشد الشعبي) زينب الموسوي جهات خارجية لم تسمّها، بالوقوف وراء تغيير نتائج الانتخابات، موضحة خلال تصريح صحافي أن الهدف من ذلك هو وضع “المدافعين عن الحشد خارج العملية السياسية”.
في غضون ذلك، واصلت القوات العراقية استنفارها في بغداد وبقية المحافظات، من خلال انتشار أمني مكثف خشية حدوث عمليات تخريب أثناء تظاهرات المعترضين على نتائج الانتخابات، بحسب ضابط في وزارة الداخلية العراقية، أكد لـ “العربي الجديد” أن قوات الأمن ستتعامل بمهنية مع أي تظاهرة سلمية، إلا أنها لن تسمح بحدوث فوضى.
وتجاهلت الحكومة العراقية والإعلام الرسمي التابع لها تظاهرات قوى “الإطار التنسيقي”، إلا أن سياسيين رفضوا هذه التظاهرات التي يعتقدون أنها خرجت من أجل الكراسي.
وقال المرشح الفائز بعضوية البرلمان عن حركة “امتداد” المنبثقة عن الحراك الشعبي، حميد الشبلاوي، إن تظاهرات الأحد خرجت من أجل الكراسي، مشيراً خلال مقابلة متلفزة إلى وقوف جهات سياسية خاسرة وراءها.
تقارير عربية
رفض نتائج الانتخابات العراقية: تصعيد لحلفاء إيران بحثاً عن تعويض
وعلّق القيادي في “الحزب الديمقراطي الكردستاني” ماجد شنكالي على تظاهرات الخاسرين في الانتخابات، بالقول: “معارضو ومنتقدو متظاهري تشرين، والذين أطلقوا عليهم سيلاً من الاتهامات منها (الجوكرية)، وأولاد السفارة وغيرها. السؤال ماذا يطلقون من تسميات على أنفسهم اليوم بعدما انقلبت الآية وأصبح من كان يعارض التظاهرات ويهاجمها بشتى الوسائل اليوم متظاهراً يشعل الإطارات ويغلق الطرق؟”.
وسخر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من التظاهرات التي خرجت من أجل الحصول على مقاعد في البرلمان، بحسب رأيهم. وتصدر وسم “نازل آخذ كرسي”، مواقع التواصل في العراق.
العربي الجديد