يبدو أن جماعات “المقاومة” المدعومة من إيران تقوم “باكتشافات” للصواريخ كوسيلة لتحذير القوات الجوية للتحالف. في 21 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت “شفق نيوز” (وسيلة إعلامية مدعومة من الأكراد) أن “اللواء 52” في «قوات الحشد الشعبي» عثر على صاروخ قرب المطار العسكري في طوزخورماتو، في قرية “البو صباح”. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة أن “اللواء 52” هو “فوج آمرلي” التركماني الشيعي المقرّب من “كتائب حزب الله”. ويسيطر “اللواء 52” على ما يسمى “معسكر الشهداء”، الذي يبعد 10 أميال عن مكان العثور على الصاروخ، علماً بأن المعسكر هو حلقة وصل رئيسية ضمن نظام «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني لتزويد الميليشيات العراقية بطائرات بدون طيار وبصواريخ.
وكان الصاروخ المعني، نظاماً صاروخياً أرض-جو إيراني الصنع من طراز “358” (الشكل 3)، وهو نوع سبق أن تمّ ضبطه في شحنات أسلحة إيرانية متجهة إلى اليمن (تم اعتراضها في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 و 9 شباط/فبراير 2020)، وبعد ذلك تمّ عرضه علناً وتحليله من قبل “فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن” على أنه من أصل إيراني. (في 23 أيلول/سبتمبر 2021، استخدمت ميليشيات مدعومة من إيران نسخة مماثلة من طراز “358” في هجوم أرضي في إدلب بسوريا).
ومن المثير للاهتمام أن “شفق نيوز” أفادت أن “اللواء 52” في «الحشد الشعبي» زعم أن الصاروخ كان “موجهاً نحو” المطار. وقد تكون هذه محاولة حمقاء مضحكة تهدف إلى التضليل: على اعتبار أن إحدى وحدات «قوات الحشد الشعبي» المقربة من «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» تُعلن عن عثورها على صاروخ إيراني الصنع موجه على معسكر خاضع لسيطرة “الجيش العراقي” و«الحشد الشعبي». وفي المقابل، قد تحاول “المقاومة” إرساء الأساس لإنكار مسؤوليتها عن أي استخدامات مستقبلية لصواريخ “358” (وعلى هذا النحو يُزعم أن الصاروخ كان “موجه ضدها”).
وبرأي منصة “الأضواء الكاشفة للميليشيات”، من المحتمل أن يكون “وجود” صاروخ “358” في طوز بمثابة رسالة مشفرة عن تهديدات مضادة للطائرات بالقرب من طائرات التحالف. ونظراً لوجود بقايا نقاط اتصال تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في طوزخورماتو، تُظهر خدمات تعقب الجهاز المرسل المستجيب المفتوح المصدر (الشكل 4) أن طوز هي نقطة وسيطة في توجيه معظم طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التابعة للتحالف وكذلك الطائرات بدون طيار أثناء تحليقها عبر شمالي العراق. وقد تمّ تصميم طراز “358” بشكل خاص لمهاجمة مثل هذه المنصات للمراقبة التي تحلق على ارتفاع منخفض، وقد استُخدم صاروخ من هذا النوع في اليمن لاستهداف الطائرات الأمريكية والسعودية بدون طيار.
Open imageiconFlight Tracker, Tuz, Jan 21, 2020
Figure 4: Flight Tracker, Tuz, Jan 21, 2020.
ووفقاً لـ “الأضواء الكاشفة للميليشيات”، سيبقى احتمال أن تُطلق “المقاومة” تهديدات بمهاجمة الطائرات بدلاً من تنفيذها على أرض الواقع أكثر ترجيحاً، من أجل ردع مساعدة التحالف للعراق أو تعقيدها. لقد كان هذا تقييمنا في تموز/يوليو، حين بثت جماعة الواجهة “سرايا أولياء الدم” تهديدات سابقة باستهداف الطائرات. ولا تزال “المقاومة” مترددة على ما يبدو بتعظيم خطورة هجماتها، ومن شأن هجوم مضاد للطائرات على طائرات يقودها طيارون أن يكون عملاً استفزازياً للغاية. ويبقي ذلك المجال مفتوحاً أمام محاولة تنفيذ هجمات على أنظمة الطائرات بدون طيار الأمريكية الصنع. وسواء كانت مجرد تهديدات أو هجمات فعلية على حظائر طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع أو الأصول الجوية، أو أو ما إذا كانت بالفعل تهديدات ضد مراقبي الانتخابات والدبلوماسيين، تواصل “المقاومة” نشر التهديدات بطريقة تهدف إلى الحدّ من حرية تحرك التحالف و”المنظمات الدولية” في العراق.
مايكل نايتس
معهد واشنطن