قالت صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية إن اللاعبين الرئيسيين في مجالي النقل البحري والجوي للبضائع في العالم لم يحققوا مكاسب كالتي حصدوها خلال أزمة وباء كورونا، والتي خرجوا منها “منتصرين”، بل واستغلوا ما جنوه من أموال لإطلاق تغييرات إستراتيجية.
ففي الربع الثالث من هذا العام -تضيف الصحيفة- حطمت شركة ميرسك (Maersk) الدانماركية الرائدة عالميا في هذا القطاع جميع الأرقام القياسية، حيث زاد حجم أعمالها بنسبة 67% إلى 16.6 مليار دولار، كما تضاعف صافي أرباحها 6 مرات ليصل إلى 5.4 مليارات دولار.
وضاعفت شركة “سي إم إيه سي جي إم” (CMA CGM) الفرنسية (رابع أكبر شركة للشحن في العالم) في الربع الثاني أرباحها الصافية (3.5 مليارات دولار) 25 مرة، وقفزت إيراداتها بنسبة 77% لتصل إلى 12.4 مليار دولار.
وتعد هذه الأرباح الفلكية -وفق الصحيفة- استثنائية بكل المقاييس، حيث لم تصل إلى مثيلاتها سوى شركات التكنولوجيا العملاقة، وهي ناجمة بشكل أساسي عن زيادة أسعار البضائع.
ويقول جيروم دي ريكليس مستشار منصة النقل في شركة “أبلي” (Upply) الفرنسية للشحن إنه “بالنظر لكون الطلب يفوق العرض بشكل كبير فإن الأسعار آخذة في الارتفاع.. شحن حاوية طولها 40 قدما (نحو 12 مترا) اليوم من الصين إلى أوروبا أو الولايات المتحدة يكلف في المتوسط 4 أضعاف ما كان يكلفه قبل عام”.
الشحن الجوي ينتعش
وتؤكد الصحيفة أن قطاع الشحن الجوي يستفيد هو أيضا بشكل كامل من هذه الشهية المفتوحة لمنتجات “صنع في الصين”، فوفقا للاتحاد الدولي للنقل الجوي -الذي يضم 190 شركة طيران- سيحقق القطاع هذا العام عائدات قياسية تبلغ 175 مليار دولار، فيما لم تتجاوز تلك العائدات السنة الماضية -رغم كونها سنة جيدة- 129 مليار دولار.
وأمام تعثر حركة الشحن البحري باتت الشركات تميل أكثر إلى استخدام الطائرات أكثر فأكثر رغم ارتفاع سعر خدماتها، لكن المشكلة أن “قدرة الشحن الجوي لا تزال منخفضة لأن جميع الطائرات لم تستأنف نشاطها الاعتيادي” كما يشير المستشار الفرنسي في مجال الطيران مارك دورانس.
وترى لوفيغارو أن هذا السياق الواعد هو نعمة للشركات القليلة المتخصصة في مجال الشحن، حيث حققت إحداها -وهي الشركة الأميركية “أطلس إير” (Atlas Air) التي تمتلك 72 طائرة شحن- لأول مرة في تاريخها إيرادات ربع سنوية تزيد على مليار دولار بارتفاع قدره 25.5%، كما ارتفع صافي أرباحها إلى 119.5 مليون دولار بزيادة نسبتها 61%.
كما سمح الشحن -تضيف الصحيفة- لشركات الطيران العامة بالحد جزئيا من التأثير الرهيب لأزمة كورونا الصحية التي ما زالت تحد من إمكانيات السفر بالنسبة للمسافرين، مثل شركة الخطوط الجوية الفرنسية التي بدأت تدريجيا تخرج من المأزق، حيث حققت في الثلث الثالث من العام أرباحا تشغيلية بلغت 132 مليون دولار كان فيها لقطاع الشحن دور مهم على الرغم من إعادة الشركة إطلاق نشاط نقل الركاب.
المصدر : لوفيغارو