أعطت عملية التعرض على محل إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فجر يوم الاحد السابع من تشرين ثاني ٢٠٢١ والتي تمت بواسطة ثلاث طائرة مسيرة انطباعا ميدانيا حول الصراعات السياسية والخلافات الجوهرية بين أحزاب السلطة والتيارات الفاعلة في المشهد السياسي ورسمت خارطة جديدة للميدان العراقي عبر استخدام القوة والسلاح والتلويح بإسقاط الحكومة العراقية ،وجاءت نتائج الانتخابات الأخيرة التي أجريت في العاشر من تشرين الاول ٢٠٢١ لترسم ملامح ومضامين لكبح جماح حركة وتوجهات الأدوات المرتبطة بالنظام الإيراني وتقليص فعالية المشروع السياسي الإيراني في العراق ومنحت النتائج صورة واقعية للرفض الشعبي باستمرار التدخل في شؤون البلاد عبر الهيمنة والنفوذ الإيراني وبواسطة أدواته ووكلائه .
كان للدور السياسي الذي انتهجه مصطفى الكاظمي في تحديد سياسة واقعية استهدفت وضع موازنة دقيقة في علاقة العراق بالولايات المتحدة الأمريكية وإيران بما يخدم مصلحة البلاد والحد من التأثير الإيراني في جميع الميادين داخل العراق والسعي لإقامة علاقات وثيقة مع الأقطار العربية (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية ) وتفعيل الدور العربي والإقليمي للعراق في مشروع الشام بواجهته السياسية والاقتصادية ومنع وجود كيانات موازية لعمل وفعالية الدولة العراقية والتاثير المعنوي على مؤسساتها العسكرية والأمنية والخدمية ومواجهة أي تهديد داخلي لوحدة البلاد وإضعاف للنسيج الإجتماعي قد يؤدي لمشاكل داخلية وصراعات مذهبية تصل إلى حرب أهلية بين الشعب الواحد تنفيذا لمشاريع دولية وإقليمية وهو ما جعل الأجهزة الأمنية والاستمرارية تعيد النظر بالخطط الميدانية لحماية العراق ومنع أي تدخلات أو أفعال تؤدي إلى زعزعة الأمن واستهداف حالة الاستقرار المجتمعي.
أمام هذه التوجهات ونتائجها التي أثمرت عن تنفيذ حكومة الكاظمي بتعهداتها لثوار تشرين بإجراء الانتخابات المبكرة والتي شكلت نتائجها صدمة كبيرة للعديد من التيارات والأحزاب السياسية التي اندفعت باحتجاجات وتظاهرات ومحاولة الدخول للمنطقة الخضراء واستهداف مقرات الدولة والهيئات الدبلوماسية العاملة فى العراق ، وتوجهت بعض المجاميع لاستخدام أسلوب العنف والمواجهة الميدانية التي كان اخطرها استهداف إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التي أتت لخلط الاوراق بين الفرقاء السياسيين وخلق حالة من التوتر والتشدد بين قيادات الأحزاب والتأثير على العملية الانتخابية في العراق.
جاء الرد الدولي والإقليمي على العملية بشكل يتناسب وخطورتها ووضعت الإدارة الأمريكية جميع الإمكانيات الفنية والاستخبارية للمساعدة في التحقيق ومعرفة الجهة الفاعلة كما وضع مجلس الأمن الدولي الجميع أمام خطورة العملية عندما وصفها بالعمل الإرهابي وهي رسالة للأطراف التي تريد التلاعب بمقدرات الشأن العراقي أنها ستكون في مواجهة المجتمع الدولي ولتعلم خطورة فعلها .
وأتت زيارة (اسماعيل قاأني) قائد فيلق القدس الإيراني لبغداد يوم الثامن من تشرين ثاني ٢٠٢١ بعد ساعات من فشل محاولة الاغتيال لتحديد موقف النظام الإيراني وعقده عدة لقاءات مع المسؤولين العراقيين وبعض قادة المليشيات المسلحة والتي أفصح عن نتائجها حديث السفير الإيراني(ايرج مسجدي) بتاريخ ١١ تشرين ثاني ٢٠٢١ موضحا أن قاأني اكد دعم إيران للمسار القانوني للانتخابات داعيا للتهدئة والتعاون واحترام النتائج التي ستعلنها مفوضية الانتخابات ودعى المعترضين للتعاون بعد الإعلان النهائي، وتحديد موقف إيران بالإدانة التامة لعملية استهداف الكاظمي وإجراء تحقيق دقيق ومعاقبة الجناة وفق القانون بعد إعلان نتائج اللجنة الحقيقية ، وأكد السفير انه لا يوجد لدينا خط أحمر واي جهة يثبت تورطها بالهجوم تعاقب وفق القضاء العراقي ، هي ليست رسالة الداخل العراقي الذي يرى البعض أن إيران وأدواتها وراء العملية وإنما أيضا للادارة الأمريكية خاصة وأن إيران تنتظر موعد عقد الجولة السابعة من الحوار المنتظر يوم التاسع والعشرين من تشرين ثاني ٢٠٢١ بين مجموعة(٤+١) في العاصمة النمساوية فيينا وبخصور الولايات المتحدة الأمريكية.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبخوث والدراسات العربية