طالب الزعيم الشيعي عمار الحكيم، الثلاثاء، بتشكيل حكومة عراقية قوية منبثقة من الكتلة الأكبر التي يشكلها المكون الأكبر في البلاد، وذلك في دعوة ضمنية إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى العودة إلى الحضن الشيعي وإنهاء حالة الانسداد السياسي.
يأتي ذلك في وقت تكثف فيه إيران ضغوطها لضمان تسوية تشارك فيها القوى الموالية لها الممثلة في الإطار التنسيقي.
وشدد عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، في خطبة صلاة عيد الفطر على “ضرورة تشكيل حكومة منبثقة من الكتلة الأكبر التي يشكلها المكون الأكبر /الشيعة/ في العراق” .
وحذر الحكيم من محاولات “تمرير تحالفات غير متوازنة تتخطى حق المكون الأكبر في ترشيح رئيس الوزراء أو تعيد اصطفافات التجارب السابقة التي لم تنتج إلا مزيدا من التعقيد والإرباك في عموم المشهد العراقي”.
وقال الحكيم إن “الأوضاع السياسية الحساسة في العراق تحتاج إلى مراجعة ومعالجة واقعية وسريعة، تنقلنا من حالة الانسداد الى الانفراج، ومن الجمود الى الحراك، ومن التقاطع الى التفاهم وتشكيل حكومة منبثقة من الكتلة الأكبر التي يشكلها المكون الأكبر في العراق”.
وأضاف على” القوى السياسية أن تتعالى وتسمو على المصالح الخاصة وترتقي إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها لإنهاء حالة الجمود والجفاء والفتور والانسداد السياسي والانهماك بحوارات جادة وسريعة تفضي إلى اتفاقات للمضي بتشكيل حكومة خادمة للشعب”.
ويواجه العراق أزمة سياسية منذ إجراء الانتخابات، جراء خلافات بين القوى الفائزة بمقاعد برلمانية بشأن رئيس الوزراء المقبل وكيفية تشكيل الحكومة المقبلة، كما تسود الخلافات بين الأكراد بشأن مرشح رئاسة الجمهورية.
وأكد الحكيم “نريد أغلبية المكونات بعيدا عن الكسر بالشركاء وإن المشهد السياسي في العراق لا يتحمل مغامرات ومجازفات جديدة ولإنجاح لأي أغلبية سياسية مالم تراعي أغلبية المكونات كما نحذر من تمرير تحالفات غير متوازنة”.
وحذر من أن “الانسداد السياسي الحالي في البلاد سيزيد من التعقيد والارباك وعلينا وضع مصلحة العراق فوق كل شيء لتشكيل حكومة قوية”.
- List item 1
- List item 2
- List item 3
كان زعيم تحالف السيادة ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، لوّح الثلاثاء الماضي، بالانسحاب من العملية السياسية بسبب “تحكم مسلحين خارجين عن القانون وعبثهم بأمن البلاد والعباد، ومحاولاتهم المستمرة لتغييب الدولة”، وبعد يوم قام بزيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، وأكد أن بلاده تسعى إلى طي صفحة الحروب والأزمات لإعادة استقرار المنطقة.
ويرى مراقبون أن زيارة الحلبوسي إلى إيران مؤخرا تشكل أحد المؤشرات على إمكانية تفكك تحالف إنقاذ وطن، حيث يدرك الحلبوسي أن البقاء في هذا التحالف واستعداء قوى الإطار التنسيقي لن يصبّا في صالحه.
ويقول المراقبون إن التيار الصدري، الذي يلتزم حتى الآن الصمت رافضا التعليق على عودة بعض الرموز السنية، بصدد تقييم أثر هذه العودة على تماسك تحالف “إنقاذ وطن” الذي يقوده، وإن هذا التيار لن يجد خيارا سوى العودة واستئناف المفاوضات مع الإطار في حال ثبت له أن حليفه السني يتجه إلى إعادة النظر في تموضعه الحالي.
ويوضح المراقبون أن الصدر قد يجد في دعوة عمار الحكيم سلما للنزول من الشجرة التي صعدها، والتي سيحفظ من خلالها ماء الوجه، مشيرين إلى أنه قد يقبل بمبادرة زعيم تيار الحكمة لكن ليس من الوارد أن يقبل بالمبادرة التي طرحها الإطار التنسيقي قبيل شهر رمضان لأنه سيعتبرها بمثابة إعلان هزيمة على الرغم من أن المبادرتين متشابهتان من حيث المضمون.
وكان رئيس تيار الحكمة دعا في الثامن من أبريل الماضي جميع الفرقاء السياسيين إلى الجلوس إلى طاولة الحوار ومناقشة مختلف الحلول والمعالجات دون شروط أو قيود مسبقة، وتسمية الكتلة البرلمانية الكبرى من قبل المكون الاجتماعي الأكبر وحسم موضوع الرئاسات الثلاث (الجمهورية، والحكومة، والبرلمان) من خلال التفاهمات.
وتطرقت مبادرة الحكيم إلى أهمية صياغة البرنامج الخدمي والسياسي للحكومة المقبلة وتحديد سقف زمني واقعي لتنفيذه وتحديد معايير اختيار الفريق الوزاري الجديد، حاثة على “توزيع الأدوار، فمن يرغب بالمشاركة في الحكومة ينضم إلى فريق الأغلبية ويلتزم دعم الحكومة بالبرنامج المتفق عليه ويعلن تحمّل المسؤولية الكاملة عن مشاركته وقراره، ومن لا يرغب في المشاركة يتخذ من مجلس النواب منطلقاً لمعارضته البناءة”.
ويرى المراقبون أن مبادرة الحكيم قد تشكل مخرجا للتسوية السياسية في العراق، مشيرين إلى أن استمرار الانسداد السياسي يشكل تهديدا كبيرا لا تقدر القوى العراقية على تحمل أعبائه.
ويلفت هؤلاء إلى أن هذه المبادرة لن تجد معارضة أو تحفظات من القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في المشهد العراقي، حيث أنها ستضمن الإبقاء على التوازن السياسي القائم منذ سنوات.
- List item 1
- List item 2
- List item 3