في الشهور الأخيرة اتضحت الصورة. أقوال الجنرال تمير هايمن في مقابلة مع أرئيل كهانا تعزز الانطباع بأن إسرائيل تنازلت عن الحرب ضد النووي الإيراني.
لماذا يوجد بأيدي الإيرانيين الآن كميات من اليورانيوم المخصب بمستوى عالٍ تكفي لقنبلة نووية واحدة؟ لذلك سبب واحد: مقاربة إدارة بايدن للموضوع، التي لا تضع خياراً عسكرياً موثوقاً ضد إيران.
الوزير يوفال شتاينتس، ذو الخبرة الكبيرة في الموضوع الإيراني، يقول إن الأمريكيين حين وضعوا خياراً عسكرياً موثوقاً، لم يتجرأ الإيرانيون لتخصيب اليورانيوم بما يتجاوز مستوى الـ 20 في المئة. هكذا كان الأمر في أيام الرئيس أوباما الذي تحدث أكثر من مرة عن أن الخيار العسكري مطروح على الطاولة، حتى إنه اهتم بتطوير وسائل قصف اختراقية. وهكذا كان الحال في أيام الرئيس ترامب الذي اغتال قاسم سليماني وغير وجه الشرق الأوسط. لقد نظروا إليه كمجنون ولم يتقدموا. في أيار 2021 عندما اقتنعوا أن بايدن يتجه نحو الاتفاق بكل ثمن وأن سياسته خالية من المضمون العسكري، بدأوا بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60 في المئة.
فشل إسرائيل هو أنها لم تنجح في دفع إدارة بايدن لكي تضع خياراً عسكرياً. أقوال تمير هايمن تؤكد أن إسرائيل تتصرف منذ حوالي سنة وكأن الاتفاق قائم حتى وإن لم يوقع بعد.
لقد أوضحت المستويات الأمنية أن إسرائيل لا تستطيع العمل ضد أهداف نووية متضمنة في الاتفاق. هي تستطيع العمل حولها ضد أهداف استراتيجية، مثل تطوير صواريخ أو ضد الحرس الثوري.
في جلسة استماع في مجلس الشيوخ، قال رئيس طاقم المفاوضات الأمريكي روبي مالي، إن “جنرالاً إسرائيلياً يؤيد الاتفاق”. مساعدة كبار أعضاء جهاز الأمن لدعاية المبادرات بالاتفاق النووي منذ أيام أوباما وحتى بايدن هو أمر مؤسف. السؤال: كيف لقائد ذي شأن أن يتحدث، مثلما يصرح الجنرال هايمن: الاتفاق النووي جيد لليهود. الجنرال أيال زمير، المرشح لرئاسة الأركان، يدعي في وثيقة تتناول التفكير بتصفية الاستراتيجية الإيراني بأن “الاتفاق النووي بالنسبة للإيرانيين خطوة مؤقتة تستهدف التمكين من التوصل إلى أهداف بعيدة المدى، دون أن يتم التشويش عليها بضغط دولي.
“نظرية النصر، هدفها إيقاع هزيمة بالحرس الثوري”، كتب في الوثيقة التي نشرها في معهد واشنطن. يعتقد شتاينتس ونتنياهو أن قادة الأمن يتجاهلون الهدف الأساسي: إلحاق هزيمة بالمشروع النووي.
القدس العربي