يسعى الإطار التنسيقي الذي يضم القوى الموالية لإيران للحصول على دعم القوى الإقليمية والدولية المؤثرة في الساحة العراقية، في إدارته لدفة العملية السياسية، بعد انسحاب التيار الصدري، وهي خطوة لا تخلو من تناقض خصوصا وأن قادة من الإطار سبق وأن هاجموا مرارا خصومهم السياسيين متهمين إياهم بالتبعية للخارج.
ويرى متابعون أن القوى الأساسية في الإطار التنسيقي باتت تبحث عن مباركة قوى إقليمية ودولية لأي خطوة مستقبلية قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بتشكيل الحكومة.
وضمن سلسلة لقاءات مع سفراء دول ذات صلة بالشأن العراقي، التقى زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مع السفير البريطاني بعد يومين على لقاء مماثل مع سفير تركيا (جارة العراق) في بغداد.
وكان المالكي وجه في أكثر من مناسبة اتهامات لتحالف “إنقاذ وطن” الذي يضم التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني وائتلاف السيادة السني، بفتح المجال أمام التدخلات الأجنبية، عقب لقاءات لقيادات هذا التحالف مع سفراء أجانب أو زيارات لدول عربية أو إقليمية.
وإلى جانب لقاءات المالكي، اجتمع مؤخرا زعيم “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي وهو أحد أهم القوى الفاعلة في “الإطار التنسيقي” ويقود ميليشيا مسلحة متحالفة مع إيران، مع السفير الصيني تسوي وي.
كما عقدت قيادات مقربة من الإطار لقاءات مع سفراء أجانب، مثل لقاء أجراه النائب خالد العبيدي أحد أبرز قيادات تحالف “العزم الوطني” برئاسة النائب مثنى السامرائي بالسفير الإيراني.
ويُعتقد أن حراك قوى الإطار التنسيقي باتجاه الدول الفاعلة في الشأن العراقي يأتي في ظل متغيرات في السياسة الإيرانية تجاه العراق وعدم ممانعة طهران في الإبقاء على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عبر التجديد له لإكمال مسار الوساطة العراقية بين إيران والسعودية.