اختلفت الحروب من ناحية المدى الزمني، فانقسمت إلى حروب خاطفة سريعة، وحروب طويلة… ماذا عن الحرب الخاطفة أول الأمر، وهل انتهى بالفعل زمنها، بالدخول في دائرة الحرب الروسية – الأوكرانية؟
لتكن البداية مع الحروب الخاطفة التي تسمى أحياناً “حرب البرق”، وهي عبارة عن مفهوم عسكري يستخدم عنصرالمفاجأة والهجوم بسرعة لمنع العدو من الصمود دفاعياً.
تعد الحرب الخاطفة تاريخياً واحدة من أهم استراتيجيات القوات المسلحة الألمانية في زمن الحرب العالمية الثانية، والفكرة الرئيسة فيها تتمثل في الحرب بعنف وسرعة بهدف شل حركة الخصم ومنعه من القيام بأي هجوم مضاد، وعادة ما تبدأ من خلال هجوم عسكري يسعى إلى عزل إحدى المناطق ثم القضاء عليها.
تبدأ مراحل هجوم الحرب الخاطفة من القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة بهدف خفض الروح المعنوية وإحداث أكبر قدر ممكن من التوتر في صفوف الخصم، عطفاً على إلحاق أكبر خسائر بالمباني والأرواح واستنزاف الإمدادات العسكرية، ثم تبدأ عقب ذلك موجات متتابعة من القصف الجوي بغرض إنهاك الحصون الدفاعية للخصم، ثم قيام مجموعة كبيرة من المدرعات بالتسلل خلال نقاط الضعف لتمهيد الطريق للهجوم البري، مع وصول قوات المشاة إلى المواقع بواسطة ناقلات الجنود.
وباختصار فإن الفكرة الأساسية التي تعتمد عليها استراتيجية الحرب الخاطفة هي الضرب بعنف وبسرعة بهدف شل حركة الخصم ومنعه من القيام بأي هجوم مضاد.
ماذا عن الضد من الحرب الخاطفة؟
فيتنام والخليج آخر حربين طويلتين
يحمل لنا النصف الثاني من القرن الـ20 نموذجين من نماذج الحرب الطويلة، الأول هو الحرب الفيتناميةوالثاني حرب الخليج الأولى.
الحرب الفيتنامية وتعرف أيضاً باسم الحرب الهندو ـ صينية، وفي فيتنام يطلق عليها حرب المقاومة ضد أميركا، أو ببساطة الحرب الأميركية، هي نزاع وقع بين فيتنام ولاوس وكمبوديا.
بدأت تلك الحرب في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1955، واستمرت حتى سقوط سايغون في الـ 30 من أبريل (نيسان) 1975، وكانت أطرافها فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية.
وفيما تلقى الجيش الفيتنامي الشمالي الدعم من الاتحاد السوفياتي والصين وحلفاء شيوعيين آخرين، دعمت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وأستراليا وتايلاند وحلفاء آخرين معادين للشيوعية، فيتنام الجنوبية.
يرى بعض الأميركيين أنها كانت بمثابة حرب بالوكالة في حقبة الحرب الباردة، فيما معظم الأميركيين يعتقدون بأنها كانت غير أخلاقية وغير مبررة، وإن كانت هذه قصة أخرى.
أما الحرب الطويلة الثانية، فهي حرب الخليج الأولى، أو الحرب العراقية – الإيرانية ونشبت بين العراق وإيران من سبتمبر (أيلول) 1980 حتى أغسطس (آب) 1988.
بدأت تلك الحرب على إثر التوترات التي نشبت بين البلدين عام 1980، حيث دارت اشتباكات حدودية متقطعة بينهما، وأضحت حرباً شاملة في الـ 22 من سبتمبر 1980، حين اجتاحت القوات العراقية الأراضي الإيرانية.
انتهت هذه الحرب التي دامت ثمانية أعوام بلا انتصار لأي من طرفي الصراع وقبولهما لوقف إطلاق النار.
خلفت الحرب العراقية- الإيرانية نحو مليون قتيل وخسائر مالية تجاوزت 400 مليار دولار، لتعد ثاني أطول نزاع عسكري في النصف الثاني من القرن الـ20
روسيا وحرب خاطفة مع أوكرانيا؟
مع أواخر عام 2021، بدا للجميع، بخاصة أجهزة الاستخبارات الأميركية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعد العدة لعملية عسكرية خاطفة سريعة ضد أوكرانيا، وذلك بعد أن فشلت مناداته السلمية في ردع “الناتو” برأس حربته الأميركية عن التقدم إلى الشرق الأوكراني والاقتراب من حدود روسيا الغربية.
كانت التقديرات المتباينة تقول إن روسيا ستقوم بعملية عسكرية خاطفة على غرار عمليات ألمانيا التي أشير إليها سابقاً في زمن الحرب العالمية الثانية.
كان الميزان العسكري يميل إلى روسيا القوة العسكرية الكبرى من دون أدنى شك التي لا توازيها القوة العسكرية الأوكرانية بأي حال من الأحوال.
كما كانت السيناريوهات الروسية، وغالب الظن هكذا مضت توقعات كثيرمن بيوت الخبرة ومراكز الدراسات العسكرية إلى القول إنه خلال بضعة أيام سوف تستولي القوات الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف.
حين شاهد العالم طوابير الدبابات الروسية الضاربة تتحرك نحو الحدود الروسية أول الأمر، ثم من ناحية بيلاروس التي أظهرت دعماً غير مسبوق لموسكو، لأسباب استراتيجية تتعلق بمخاوف داخلية وخارجية، خيل للعالم أنها مغامرة مشابهة لما جرى في جورجيا من تدخل عسكري سريع عام 2008، وأنه في غضون أيام معدودات، سوف يتم إلقاء القبض على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع أركان حكومته وكبار قادة جيشه، وفرار آخرين منهم إلى الخارج لتشكيل حكومة في المهجر، فيما تنصب موسكو حكومة موالية لها في كييف… لكن اليوم وبعد نحو مرور 14 شهراً يبدو أن تقديرات موسكو لم تكن صائبة.
هل فشلت حرب بوتين الخاطفة؟
يعزى الفشل الروسي في الحرب الخاطفة والصمود الأوكراني غير المتوقع إلى أسباب عدة، منها ما هو موصول بالقوات المدافعة وحضورها والإرادة الشعبية القوية للأوكرانيين أنفسهم.
هناك كذلك ما يعود للدعم الخارجي الذي تلقته ولا تزال أوكرانيا من “الناتو” عامة، ومن الولايات المتحدة بشكل خاص.
بداية يبدو واضحاً جداً أن تقديرات الروس للمعركة لم تكن صائبة بشكل كاف، وبنوع متميز المعلومات التي قدمها جهاز الاستخبارات الروسي الذي فشل في بلورة استراتيجية احتواء لحكومة زيلينسكي، ناهيك عن إخفاقاته في إقامة نواة صلبة موالية لروسيا، تمكن بوتين من إزاحة زيلينسكي من السلطة، والعهدة هنا على “واشنطن بوست” الأميركية.
لاحقاً تكشف أن معلومات جهاز الـ”أف إس بي” الروسي، كانت سبباً واضحاً في فشل الهجوم الأساسي على كييف، وتكرر المشهد عينه مع ثاني كبريات المدن خاركيف، وحدث الأمر نفسه في عدد من المواقع والمواضع الأوكرانية.
وإضافة إلى ذلك، فإن موسكو لم تقيم مقدار الدعم السياسي الغربي لأوكرانيا الذي تحول لاحقاً بل بسرعة كبيرة إلى دعم عسكري، أدى إلى إطالة أمد المعارك ومكن الأوكرانيين من الرد بقوة.
هنا ترجع الصحافة الأميركية، بخاصة “نيويورك تايمز”، الفشل الذي أحاط بفكرة الحرب الخاطفة الروسية في أوكرانيا إلى اعتماد موسكو على الخرائط القديمة والمعلومات الاستخبارية الناقصة، بل السيئة، الأمر الذي جعل دفاعات أوكرانيا الجوية تسلم من الهجمات الروسية وتصبح جاهزة للدفاع عن البلاد، على العكس من السيناريوهات العسكرية السابقة التي جرت في منطقة دونباس شرق أوكرانيا عام 2014.
التوازنات القطبية والحروب الخاطفة
يمكن القطع بأن عالماً جديداً من التوازنات القطبية وتداخل المشاهد العسكرية، عطفاً على حال السيولة الجيواستراتيجية الأممية الحالية، تمنع أية نجاحات مقبلة لفكرة الضربات العسكرية الخاطفة التي تغير الأوضاع وتبدل الطباع.
على سبيل المثال يصعب هذه الأيام أن يتكرر السيناريو الذي حدث عام 1989، وفي أغسطس (آب) من ذلك العام، حين قام صدام حسين بغزو سريع خاطف للكويت، مستولياً عليها، ومن ثم أطلق عليها اسم المحافظة العراقية رقم 19.
أظهرت عملية روسيا في أوكرانيا أن هناك حالاً من تشابك الصراعات القطبية الدولية بات من المستحيل معها تكرار نموذج القوة الخاطفة وضربات البرق، بحسب الوصف الألماني، فعلى سبيل المثال لم تتمكن القوات الروسية على رغم تفوقها الجوي من حسم معاركها في سماوات أوكرانيا ومرد ذلك وجود دعم غربي من صواريخ متقدمة مضادة للطائرات.
أثبتت العملية العسكرية الروسية كذلك أهمية قوات المشاة في حسم المعارك، ومع حرص الجيوش الحديثة على أرواح جنودها والعمل على تقليل مشاركاتهم والاعتماد على النماذج البديلة، لا سيما الطائرات المسيّرة، لا يبدو هناك مستقبل للحروب الخاطفة.
هذا ما جرى على أرض المعركة الأوكرانية، فاستولت القوات الروسية على أراض واسعة أكبر مما تستطيع الدفاع عنها، لكنها ولقلة عدد جنودها، لم يقدر لها أن تترك الآلاف منهم للدفاع عنها، بل خلفت وراءها جماعات انفصالية ومجندين غير مدربين أو مجهزين بشكل كامل، مع معدات قديمة ومطبوعات إرشادية تصف كيفية استخدام البنادق.
كانت روسيا مهمومة بإرسال قوات للاستيلاء على أراض جديدة، ولهذا سقطت الجيوب من جديد، ولم تتمكن القوات الروسية من تعزيز تقدمها للأمام بصورة قاطعة ونهائية.
على أن هناك بعداً جديداً من أبعاد الحروب الحديثة، لم يكن قائماً في زمن الحروب الخاطفة السابقة، وهو الحرب السيبرانية.
فعلى رغم نجاحات القوات الروسية من قبل في تفعيل هجمات إلكترونية ضد الأوكرانيين، إلا أنه من الواضح أن الدعم الأوروبي والأميركي مكنا الأوكرانيين من صد تلك الهجمات، وعلى هذا الأساس أخفقت المقدمات الهجومية السيبرانية الروسية في إحداث ثغرات في الجدران الأوكرانية في العالم الرقمي أول الأمر، وعلى الأرض تالياً.
هل فشلت العسكرية الروسية إذاً في حربها الخاطفة ضد أوكرانيا الجار الصغير نسبياً؟
غالب الظن أن ذلك كذلك، ولو لم يكن حكم بوتين قوياً ومتيناً، لربما تسبب الأمر في تفجيرات داخلية روسية، كانت لتقضي على مستقبل بوتين، لا سيما بعد الخسائر البشرية الضخمة التي يقدرها الغرب بعشرات الآلاف ولحصلت ثورة مؤكدة في جماعة “السيلوفيكي” الحاكمة مع بوتين.
هل اختار بوتين الحرب الطويلة؟
لا يحتاج المشهد الروسي الأوكراني إلى خبراء عسكريين ثقات أو جنرالات من ذوي النجوم الأربع للقطع بأن الحرب في أوكرانيا تحولت من حرب خاطفة إلى حرب طويلة تدخل في سياق “حيز المجهول”، مع القطع بأن الطريق الوحيد الذي يمكن أن يعجل بالنهايات كارثي وليس هناك أحد قادر على اختياره، ونعني به الخيار النووي، هذا إن لم يتدهور الصدام وتسخن الرؤوس فجأة، وهو أمر يصعب تصوره في ضوء النتائج الأبوكاليبسية المتوقعة.
يتساءل المراقبون، هل تحول بوتين إلى خيار “الحرب الطويلة” مهما كلف الأمر وطالما ظلت المجابهة في سياق الحرب ذات الأسلحة التقليدية.
في ذكرى مرور عام على بدء المعارك كتب عراب العولمة الأميركية الأشهر توماس فريدمان يقول “من الواضح أن بوتين حشد في الأشهر الأخيرى ما يصل إلى 500 ألف جندي لشن حملة جديدة ضد أوكرانيا”.
هل سيكون بديل الحرب الخاطفة، هو عسكرة المجتمع الروسي بالكامل، مثلما فعل ستالين من قبل؟
يطرح فريدمان علامة الاستفهام المتقدمة هذه، مؤكداً أن بوتين على استعداد لجعل روسيا أقل أماناً لتحقيق طموحات القوة العظمى التقليدية التي تتعلق بالشرف والهوية أكثر من الأمن.
يرى فريدمان كذلك أن بوتين يراهن على أن أميركا والغرب سيتعبان من احتمال تطاول أمد الصراع، إذ أشار الانعزاليون الأميركيون يساراً ويميناً في مراكز الأبحاث وفي الكونغرس إلى أنهم كذلك.
يخشى الغرب من أن إعطاء بوتين هدنة في حربه مع أوكرانيا ربما يغريه لاحقاً بشن حرب خاطفة جديدة ضد أي من الجمهوريات السوفياتية السابقة، أو أي من جيرانه من الدول المنضوية تحت راية “الناتو” حديثاً، ولهذا فإنه لن يتراجع عن دعم أوكرانيا مهما كلف الأمر… هل هو صراع مع النظام العالمي الليبرالي الجديد، ولذلك سيطول أمد الحرب الروسية- الأوكرانية، وربما يكون ذلك إيذاناً بنهاية أوان الحرب الخاطفة؟
لماذا نهاية زمن الحروب الخاطفة؟
يحاجج أصحاب النظام النيوليبرالي بأن زمن الحروب والضربات الخاطفة فات أوانه، والسبب أن تلك الحروب تهدد النظام العالمي القائم على صون الحريات والدفاع عن نموذج الدولة الويستفالية، أي تلك الملتزمة بحدودها وتحترم حدود الآخرين، ومن دون الضربات العنترية غير المتوقعة.
هذا المنطق الأساسي هو الذي دفع الولايات المتحدة وحلفاءها في “الناتو” لمساعدة كييف ضد غزو بوتين.
في هذا السياق وفي ظل عدم توقع تنازل أي من الأطراف عن مواقفه، بخاصة في ضوء تصميم زيلينسكي على انسحاب بوتين من الأقاليم الأربعة التي أعلن ضمها إلى روسيا إضافة إلى شبه جزيرة القرم، وفي ظل اعتبار بوتين أن هذا ضرب من ضروب المستحيلات، لا يتوقع أحد سوى مزيد من الحرب والتصعيد بشكل مخيف.
يكتب البروفيسور كريستوفر بلاتمان من جامعة شيكاغو عبر مجلة “فورين بوليسي” تحت عنوان، “لماذا لن ينتهي الصراع في أوكرانيا في وقت وشيك؟”، يقول “إن بعض الحروب تبدأ وتستمر إذا اعتقد القادة بأن في وسعهم الحصول على نتائج أفضل بواسطة القتال بدلاً من إعمال الوسائل السياسية العادية”.
ومع ذلك يقطع بلاتمان بأن الحوادث لم تبلغ في أوكرانيا النقطة التي تدفع الأوكرانيين إلى قبول تسوية، لا سيما في ضوء حث عدد من السياسيين الواقعيين من أمثال هنري كيسنجر وستيفن والت، أوكرانيا على تجاوز المعوقات الأيديولوجية التي تعترض سبيل المفاوضات ومقايضة بعض السيادة بالسلام.
ما الفارق بين السياسيين الواقعيين ونظرائهم المثاليين الذين يريدون لأوكرانيا أن تستمر في القتال؟
الفارق بسيط، فالطرفان يختلفان على كلفة التنازلات التي ربما تضطر أوكرانيا إلى تقديمها لقاء صفقة، وعلى مستوى تصلب روسيا الأيديولوجي حين غزت جارتها.
الخاطفة أم الطويلة الأكثر كلفاً؟
يعن لنا أن نتساءل، هل الحرب الخاطفة أم الطويلة تعد أكثر فداحة على المستوى العالمي؟
يخيل إلى الناظر أن الحرب الخاطفة نتائجها كارثية بشكل أكبر، لكن هذا على المدى الزمني المنظور، وكما حدث بالفعل مع غزو صدام الكويت.
لكن المؤكد أن كلف الحروب الطويلة أكثر خطورة في المدى الزمني المتوسط والبعيد.
لن تؤدي الحرب الطويلة في أوكرانيا إلى عواقب على صعيد الروس والأوكرانيين فقط، بل ستمتد الخسائر، وامتدت بالفعل إلى بقية الدوائر الغربية والشرقية، فأفقدت العالم سلامه وأمنه واطمئنانه من جهة، ودفعت في طريق انهيارات اقتصادية غربية من دون أدنى شك، ناهيك عن العودة لعالم العسكرة مرة جديدة، مما يعني أن الكلف كارثية على الجميع.
في دراسة صدرت أخيراً عن مؤسسة “راند” الأميركية التي تعتبر عقل البنتاغون النابض، نطالع تحذيرات واضحة من تحول الحرب الأوكرانية، من فكرة حرب خاطفة سريعة إلى حرب دائمة طويلة.
الدراسة المشار إليها توصي بتجنب الحرب الطويلة كأولوية للولايات المتحدة، ذلك أنه كلما طال أمد تلك الحرب تعرضت المصالح الأميركية لمزيد من الخسائر على صعيد نقاط خطرة للغاية، منها خطر متزايد من الاستخدام النووي الروسي ووقوع حرب بين “الناتو” وروسيا، إضافة إلى أن استطالة أمد الحرب يعني الضغط على الموازنات والمخزونات للولايات المتحدة وحلفائها عسكرياً واقتصادياً، وحدوث ضغوط تصاعدية على أسعار الطاقة والغذاء، وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي الذي يؤثر في اقتصاد الولايات المتحدة، وصولاً إلى تزايد الاعتماد الروسي على الصين، مع احتمال تحقيق روسيا مكاسب ميدانية أكبر.
إلى جانب ذلك ستكون الولايات المتحدة أقل قدرة على التركيز على الأولويات العالمية الأخرى، خصوصاً في ظل التحديات التي يفرضها التجميد المستمر للعلاقات بين واشنطن وموسكو بحسب الدراسة.
ورقة “راند” البحثية ربما تحمل علامات فعلية على السأم الأميركي من إطالة الأوكرانيين أمد الحرب، ولهذا تقترح أن تربط واشنطن المساعدات العسكرية المستقبلية بالتزام أوكراني بالمفاوضات لأن “وضع شروط للمساعدة على أوكرنيا من شأنه أن يعالج مصدراً أساسياً لتفاؤل كييف الذي ربما يطيل أمد الحرب” .
هذه التوصية لها علاقة حكماً بما يحدث للقاعدة الصناعية الدفاعية الغربية التي باتت غير قادرة على مواكبة الاستهلاك في ساحة المعركة، فعمليات السحب من المخزونات أدت إلى استنفاد المخزونات الأميركية بشدة، وربما يمثل هذا النضوب أخطاراً على استعدادات أميركا وقدرتها على تلبية مطالب الأزمات، أو الحالات الطارئة.
هل الحرب الخاطفة أم الطويلة أقل ضرراً؟ لا فائدة في كلتيهما.
اندبندت عربي