حض الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، إيران على مراعاة حصة العراق المائية، ومكافحة تجارة المخدرات. وأبدى نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي التزام بلاده بإطلاق المياه للعراق، بحسب الاتفاقيات الموقّعة بين الدولتين.
وأضاف رئيسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد أمس في طهران، أنه يجب على كل دولة في المنطقة أن تلتزم بحصتها وحقها من المياه، مبدياً بذلك التزام طهران بحصة المياه لسائر دول المنطقة. وتعهد رئيسي بأن تواصل طهران مسار التفاوض مع بغداد بشأن القضايا الحقوقية المتعلقة بالمياه، وشدد على ضرورة أن تتمتع بلاده بحصتها في شط العرب.
بدوره، أكد رشيد ضرورة العمل على حل المشكلات الموجودة مع طهران، ومراعاة حصة العراق من المياه. وقال رشيد إن «العراق وإيران تربطهما علاقات مشتركة، وهي علاقات ثابتة ومتماسكة، وغير قابلة للتغير». ودعا إلى «حل المشكلات بين البلدين، ومراعاة حصة العراق المائية، وتبادل المعلومات بين مؤسسات البلدين لتحسين الخدمات العامة».
ويعاني العراق أزمة مياه ينحي فيها باللائمة على تركيا وإيران «لعدم التزامهما» بالاتفاقيات الدولية و«تعديهما» على حصصه.
وتواجه إيران بدورها أزمة مياه، خصوصاً في المحافظات الغربية، ويعود جزء منها إلى مشروعات إنشاء سدود وتحويل مجرى الأنهار التي تصب في مناطق حدودية مع العراق إلى وسط إيران.
وفيما يخص التطورات الإقليمية، عبّر رشيد عن أمله في تثبيت الأمن والاستقرار والتعاون في المنطقة من خلال تطور العلاقات السعودية – الإيرانية.
وأعلنت السعودية وإيران، الشهر الماضي، التوصل لاتفاق بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح سفارتي وممثليات البلدين خلال شهرين على الأكثر، في خطوة لاقت ترحيباً عربياً ودولياً واسعاً.
وقال الرئيس الإيراني: «إن التفاهمات الأمنية بين البلدين قائمة دوماً»، معتبراً أن زعزعة الأمن في العراق تعني زعزعة الأمن في إيران، مضيفاً أن «طهران تسعى لتأمين المصالح المشتركة مع بغداد، وتولي أهمية كبرى لأمن الحدود»، حسبما أوردت «وكالة أنباء العالم العربي».
وانتقد رئيسي وجود القوات الأميركية في الشرق الأوسط. وقال: «إن المفاوضات بين دول المنطقة تؤدي إلى تحسين الأمن والاستقرار، والوجود الأميركي فيها يضر بالمنطقة واستقرارها».
وأكد رئيسي أن «علاقاتنا مع العراق مبنية على مصالحنا المشتركة» مشيراً إلى أن الأميركيين «يفكرون في مصالحهم وليس في مصالح دول المنطقة»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وينتشر 900 جندي أميركي ضمن قوات التحالف في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، في شمال شرقي سوريا.
ويوجد الأسطول الخامس الأميركي في البحرين.
– بغداد مصممة على مكافحة المخدرات
ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن رشيد قوله، في هذا الصدد، «يجب أن نولي أهمية كبرى لمكافحة تجارة المخدرات، وأن تتبادل مؤسسات البلدين المعلومات لتحسين البنية التحتية في كل من إيران والعراق».
وإذ أعرب رئيسي عن ارتياحه لتصميم العراق على مكافحة المخدرات، دافع عن سجل بلاده في مكافحة المخدرات. وقال: «لقد قلت للدول الأوروبية لو لم تتصدَّ إيران للمخدرات، لاجتاحت المخدرات كل أوروبا». وأضاف: «يجب أن تشكروا سجل إيران الحافل في هذا المجال». ودعا إلى «تعاون حقيقي ضد الجريمة المنظمة، وتجارة المخدرات»، منتقداً في الوقت نفسه الأمم المتحدة بأن دعمها لإيران «لم يتخطَّ حدود الأقوال».
واستقبل رئيسي نظيره العراقي، صباح أمس، في «قصر سعد آباد»، التابع للرئاسة الإيرانية في شمال طهران، قبل أن يتوجها معاً إلى مقر المرشد الإيراني علي خامنئي.
ونقل موقع خامنئي الرسمي قوله للرئيس العراقي: «إن تقدم العراق وازدهاره واستقلاله وارتقاءه يحظى بأهمية للجمهورية الإسلامية»، مضيفاً أن «توسيع التعاون الثنائي، وتنفيذ الاتفاقيات يصبان في مصلحة البلدين».
وكرر خامنئي انتقاداته السابقة لوجود القوات الأميركية في العراق. وقال: «الأميركيون ليسوا أصدقاء العراق، ليست لديهم صداقة مع أي شخص، وهم ليسوا أوفياء حتى لأصدقائهم الأوروبيين». وتابع: «حتى وجود أميركي واحد في العراق، زائد».
وأجرى الرئيس العراقي فور وصوله اجتماعاً مع رئيسي تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ونقلت مواقع إيرانية عن رئيسي قوله، خلال اللجنة المشتركة بين البلدين، إن «تحسين مستوى العلاقات بين إيران والعراق لا يرضي أعداءنا». وقال: «إن إيران والعراق سيوسعان تفاعلهما بما يتماشى مع مصالح البلدين في المنطقة»، موضحاً أن «تعزيز وتوطيد العلاقات بين طهران والعراق، بالإضافة إلى توفير مصالح الشعبين، سيصبان في مصلحة المنطقة». ويرافق رشيد وفد رفيع المستوى ضم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، ووزير الكهرباء زياد علي فاضل، ووزير الموارد المائية عبد عون ذياب، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وعدداً من المستشارين وكبار المسؤولين.
الشرق الأوسط