بحث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الجمعة مع الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصرالله، المستجدات والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة فيما لا يزال لبنان يشهد أزمة الشغور الرئاسي وصعوبات اقتصادية ومالية تزامنا مع تهديدات إسرائيلية بشن عملية عسكرية وشيكة.
وأفاد بين من حزب الله بأن “نصرالله التقى عبد اللهيان والوفد المرافق له بحضور السفير الإيراني لدى بيروت مجتبى أماني” حيث وصل وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان الخميس، قادما من سوريا في زيارة تستمر يومين.
ولا يزال لبنان رهينا لسياسات حزب الله التصعيدية وتداعيات تدخله في عدد من الساحات مثل سوريا خدمة للأجندات والمصالح الإيرانية ما وضع مستقبل لبنان على المحك.
وتشهد الساحة اللبنانية خلافات سياسية غير مسبوقة خاصة بعد حادثة تبادل لإطلاق النار بين أعضاء في حزب الله وسكان بلدة الكحالة المسيحية بعد انقلاب شاحنة للحزب تحمل أسلحة قادمة من سوريا.
وتزود إيران حزب الله بترسانة من الأسلحة بذريعة مواجهة إسرائيل فيما يستمر الحزب في استعمال السلاح كورقة ضغط سياسي وترهيب في الداخل وسط تصاعد الرفض الشعبي والسياسي لسلاح حزب الله المنفلت.
وجرى التباحث بين نصرالله وعبداللهيان في آخر المستجدات والتطورات السياسية في لبنان والمنطقة، وفق البيان فيما يواجه اللبنانيون خاصة في الجنوب خطر هجوم عسكري وشيك قد تنفذه إسرائيل بعد تصريحات مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان أن تل أبيب تقترب من شن عملية عسكرية في لبنان، موضحا أن السبب هو “تصعيد نشاط حزب الله على طول الحدود”.
ولم يكشف البيان عن تفاصيل أخرى حول اللقاء بين الوزير الايراني وقادة حزب الله، لكن عبد اللهيان قال الخميس لدى وصوله بيروت، إنه “سيحث مختلف الأطراف في لبنان على التوصل إلى تفاهمات تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية”.
وجدد الوزير الإيراني الجمعة الدعوة إلى “تسريع” وتيرة انتخاب رئيس للبنان وتشكيل حكومة جديدة وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب، في مقر وزارة الخارجية اللبنانية بالعاصمة بيروت.وقال إنه يتعين على القوى السياسية في لبنان “تسريع وتيرة الاتفاق على انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة جديدة”.
وحث الدول الخارجية الفاعلة في لبنان على دعم الحوار بين الأفرقاء اللبنانيين لانتخاب رئيس، دون التدخل في شؤون لبنان الداخلية.
وأوضح “نرفض التدخل الأجنبي في الأمور الداخلية للبنان، وانتخاب الرئيس شأن داخلي، ويمتلك القادة الحكمة والكفاءة لانتخاب رئيس”.
وأكد أن طهران “مستمرة في دعم لبنان، جيشا وشعبا ومقاومة” مضيفا ان “للبنان مكانة مهمة (لإيران)، والتعاون معه يصب في مصلحة البلدين”.
كما أشار إلى رغبة بلاده في التعاون الاقتصادي، إضافة إلى استعداد الشركات الإيرانية لحل مشكلة الكهرباء في لبنان.
وجراء خلافات بين القوى السياسية، يعاني لبنان فراغا رئاسيا منذ أن انتهت ولاية ميشال عون الرئاسية بنهاية أكتوبر الماضي.
والخميس، قال الوزير الإيراني خلال مؤتمر صحفي بمطار بيروت، إنهم “سمعوا تصريحات إيجابية من المسؤولين السعوديين بشأن دعم لبنان، مشددا على أن بلاده مستمرة في دعمها القوي لبيروت”.
وتابع “واثقون من قدرة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية، وقد سمعنا تصريحات إيجابية بشأن لبنان خلال المباحثات التي أجريناها مع السعودية”.
يذكر أن عبد اللهيان زار السعودية في 17 أغسطس الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، بموجب اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس الماضي، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات.
وعرفت العلاقة بين السعودية و”حزب الله” منحى متوترا وصل إلى حد القطيعة مع بدء الأزمة السورية وما تلاها من تطورات في اليمن.