على وقع التصعيد الخطير في الإقليم وترقب العالم الضربة الإسرائيلية على إيران،وتواصل التهديد والوعيد بها، وآخرها جاء على لسان وزير أمنها غالانت، الذي قال مخاطبًا جنوده: “إن العالم سيعرف قوة إسرائيل بعد ضربها إيران”. بيد أن رئيس حكومة الاحتلال، نتنياهو، قال، في تهديده الأخير لإيران، ردًا على استهداف منزله في قيساريا، ضمن أحاديث تنشر اليوم في وسائل إعلام فرنسية: “ستكون هناك ضربة”.
شدد رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، يوم الخميس،وخلال لقائه عدداً من شيوخ القبائل في العراق، الخميس، قال رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إن «قرار الحرب والسلم تقرره الدولة بمؤسساتها الدستورية، وكل من يخرج عن ذلك سيكون بمواجهة الدولة التي تستند إلى قوة الدستور والقانون في تنفيذ واجباتها ومهامّها».
وجاءت تحذيرات السوداني بعد ساعات من إعلان ما تُعرف بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» شن هجمات على أهداف إسرائيلية. وأكد السوداني أن «موقف العراق مبدئي برفض العدوان على غزة ولبنان، والذي تم التعبير عنه في كل المحافل الدولية»، وأشار إلى أن «مصلحة العراق والعراقيين فوق أي اعتبار».
يعرف السوداني أن إسرائيل تعمل على تفكيك المجموعات المسلحة المعادية لها، وكما فعلت مع حماس وحزب الله ستوسع نشاطها إلى ضرب الحوثيين بتكثيف أكبر وأكثر فاعلية بهدف تصفية القادة العسكريين والسياسيين، ثم إلى العراق لملاحقة زعماء الميليشيات ومواقع نفوذها وشبكات تهريب الأسلحة عبر سوريا إلى حزب الله. وسبق لرئيس الوزراء العراقي أن عبر، قبل أكثر من أسبوع، عن تخوفه من اتساع دائرة الحرب لتشمل العراق. وحذر السوداني في بيان موجه إلى الرئيس الأميركي جو بايدن والقادة الأوروبيين من “أننا نقف على أعتاب منزلق خطير قد يجرّ المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة، ويهزّ الاقتصاد العالمي”.
لا يخفى على أحد أن العراق ما بعد عام 2003م، شهد حالة جديدة لم يسبق أن عرفها وهي الفصائل المسلحة وهذه الفصائل في معظمها ذات جدول أعمال إقليمي وليس وطني وهي حالة شاذة على الدولة. وهي الآن تحاول زج العراق في الصراع الدائر في الإقليم بذريعة ” وحدة الساحات”، الأمر الذي من شأنه أن يهدد أمن واستقرار العراق، فقرار الحرب ليس قرارًا فصائليا وإنما قرار تتخذه الدولة وفق قرار وطني يخدم المصالح العراقية العليا.
وكانت فصائل عراقية تعمل تحت عنوان “المقاومة الإسلامية في العراق”، قد صعدت عملياتها باستهداف إسرائيل بشكل مباشر، عبر الطائرات المسيرة وصواريخ الكروز نوع “الأرقب” حيث استهدفت الجولان وإيلات وتل أبيب بشكل شبه يومي، لا سيما بعيد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
هذه العمليات قد تجر العراق كله ورغما عنه إلى ما لا تحمد عقباه من نتائج وتداعيات. لاسيما بعد أن هدّدت إسرائيل بضرب أي طرف يشارك في قصف أراضيها مهما كان بعده الجغرافي عن مجالها. وتنفيذا لذلك الوعيد وجهت ضربات لمواقع ومنشآت في اليمن يستخدمها الحوثيون الذين أعلنوا انخراطهم في الحرب إلى جانب حركة حماس الفلسطينية من خلال استهدافهم لسفن في البحر الأحمر وباب المندب يقولون إنّ لها صلات ما بإسرائيل، وأيضا من خلال قصفهم بالمسيرات والصواريخ طويلة المدى لبعض المواقع في الداخل الإسرائيلي.
وهذا هو مبعث خوف الكبير على العراق من اقحامه في مواجهة عسكرية عنيفة مع اسرائيل لذلك يجب ان تبقى الحكومة العراقية بمؤسساتها العسكرية وأجهزتها الأمنية في كامل يقظتها وأن لا تسمح لبعض الفصائل المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة تورطها في ما قد يجلب للعراق دمارا لا يتحمله بحكم ظروفه وأوضاعه الصعبة. لذلك يعمل محمد شياع السوداني في سبيل الحفاظ على العراق إبعاده عن أن يكون جزءا من الحرب الإقليمية ستنعكس آثارها بشكل عميق على العراق، لذلك يجب عل كافة القوى السياسية في العراق تدعم توجهات محمد شياع السوداني في الحفاظ على أمن العراق وأن لا تستمر بعض الفصائل في خطف العراق لتحقيق مصالح غير عراقية على حساب العراق.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية