مع اتساع الدور الروسي خصوصاً النشاط العسكري في المنطقة، تتعزز مواقف موسكو في كونها حليف من لا حليف له، مقابل توسيع دائرة النفوذ والتحكم بمقدرات دول المنطقة، عبر الحلفاء المتمردين في الغالب.
وبالرغم من تداول الحديث عن دعمها الخفي لمليشيا الحوثي والمخلوع صالح في اليمن، إلا أن أنباء وتوقعات التدخل المباشر في حسم الأمور بدأت تأخذ منحى آخر، وفقاً لما تكشفه مصادر مطلعة تباعاً، في حين يحاول الحوثيون وقوات صالح ترويج أن موسكو حليفهم الوفي.
حيث كشف أحمد عبيد بن دغر، مستشار الرئيس اليمني، أن روسيا تفكر في إخراج صالح من ورطته “مقابل أن يترك الحوثيين يواجهون مصيرهم، أو ينصاعوا للسلام”، مشيراً إلى أن فلاديمير ديدوشكين، السفير الروسي في صنعاء، أبلغه أن بلاده لا تزال تعمل وفقاً لقرار مجلس الأمن، وأن صالح أصبح بحد ذاته “مشكلة”، حسبما نقلت عنه صحيفة الشرق الأوسط السعودية.
وقد سجلت في الفترة الماضية، عدة زيارات لصالح للسفارة الروسية، وهو ما اعتبره مراقبون محاولات منه لالتماس تدخل روسي في اليمن، يحاكي تدخلها الدامي في سوريا، إلا أن رغبة موسكو تكمن في ضرورة التماشي مع التوجه الدولي مع حضور وتأثير في مستقبل الأزمة، وعدم التخلي عن صالح.
– موسكو في عين الحوثي وصالح
شكل التدخل العسكري الروسي المساند لنظام الأسد قبل 3 أشهر، نقطة أمل لمليشيا الحوثي وصالح، وأدى للتعاطي المتعاطف معها، إذ بدأ الترويج إعلامياً للتدخل الروسي في سوريا، وتداول أخبار الغارات الجوية الروسية في سوريا، والتغني بالقوة العسكرية لجمهورية روسيا الاتحادية.
ولم يستمر هذا الوضع طويلاً حتى بدأت المليشيا بالأنشطة العلنية المطالبة بتدخل روسي في اليمن، حيث نظمت أكثر من ثلاث وقفات احتجاجية أمام مقر السفارة الروسية بصنعاء، خلال أسبوعين، جميعها تنشد موقفاً روسياً إزاء اليمن، وكان واضحاً وجود قيادات من المليشيا على رأس المنظمين والداعين للاحتشاد.
– حضور روسي فاعل
الكاتب والمحلل السياسي، عبد الباقي شمسان، يرى أن زيارة المخلوع صالح للسفارة الروسية مجرد حركة للإيحاء بأنه تحت الحماية الروسية، حيث قال: “أعتقد أنه لو كان صالح ما يزال في السلطة لكان الأمر كذلك تماماً مثل بشار الأسد”.
وفي حديثه لـ”الخليج أونلاين” توقع شمسان أن “تستمر روسيا في الحضور الفاعل، وتحديداً مع الحوثيين، ودون القطع مع المخلوع، بحيث لا يتم تجاوزها عند التسوية النهائية، بما يضمن لها نصيباً في الكعكة، وكذلك إشهار أنها رقم لا يمكن تجاوزه في الشرق الأوسط”.
وبيّن “أن الحوثي يعد ورقة مهمة لاستمرار الدور الروسي في المحافظة على حضوره في تقاسم المصالح والمنافع، وأعتقد أن الحوثيين الآن هم محل الاهتمام والرعاية الروسية، فهم في واجهة المشهد بغض النظر عن الدور المركزي للمخلوع”.
الأستاذ في جامعة صنعاء، عبد الملك الضرعي، أوضح أن الأحداث المتلاحقة في المشرق العربي تشير إلى تنافس دولي محموم غايته تقاسم النفوذ الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
وعن الدور الروسي في الأزمة اليمنية لا سيما بعد التحولات في نطاق الحرب بسوريا، أوضح الضرعي: “ترغب روسيا في التدخل بشكل مباشر في الملف اليمني إن أتيح لها ذلك، ويؤكد ذلك ما شهدته الأيام القليلة الماضية من لقاءات في موسكو مع ممثلين لجماعة الحوثي، ثم استقبال صالح في مقر السفارة بصنعاء، ثم طائرة مساعدات”.
موقع خليج أونلاين